عام 2022 .. ازمات سياسية متراكمة اشعلتها نتائج الانتخابات
استهل عام 2022 ما انتهى به 2021 ازمة سياسية خانقة وانسداد لم يمر على العراق سابقا تمثلت بنتائج انتخابات تشرين للدورة النيابية الخامسة، التي أدت الى نشوب صراع سياسي كبير بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر من جهة وبين قادة الاطار التنسيقي من جهة أخرى فضلا عن دخول طرفي الصراع بتحالفات مع السنة والكرد لم تنه المشكلة لحين ان وصلت الى تصعيد خطير عبر تظاهرات ونزول الى الشارع وحرق مقرات وتصفيات جسدية وانتهت باقتحام الخضراء من قبل مسلحين تابعين للتيار الصدري ليشتبكوا مع الاجنحة المسلحة لقوى الاطار.الاحداث السياسية في 2022 وأزمة الانسداد الخانقة لم تأتي نتيجة حدث وانما تراكم أزمات سنوات عدة، شهدت صراعا قوميا وعرقيا وطائفيا وأدت الى تصاعد الاحداث الأمنية والنزاعات المجتمعية وتوسيع الفجوة بين الشعب والطبقة السياسية.كانون الثاني.. حرارة الصراع تدفئ برودة طقسه في شهر كانون الثاني مطلع العام الجاري، شهدت الساحة السياسية لقاءات وزيارات وجولات مكوكية لزعماء الكتل والأحزاب لرسم شكل الحكومة بعد النتائج الي افرزتها الانتخابات النيابية حيث انقسمت القوى السياسية الى طرفي نزاع، كفة تطالب بحكومة الأغلبية السياسية، والكفة الأخرى تطالب بحكومة توافقية تشارك فيها كل القوى السياسية من دون اقصاء طرف من أطرافها الامر الذي جعل الصدر أكثر إصرارا على تمرير حكومة الأغلبية السياسية. واحتدم الصراع بين طرفي النزاع بشأن انتخاب رئيس مجلس النواب وحسم اختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، كون الدستور يشترط في انتخاب مجلس النواب تصويت 165 نائباً اي أكثرية أعضاء داخل البرلمان، وفي 9 كانون الثاني بدأت مراسم الجلسة الافتتاحية للدورة النيابية الخامسة بحضور جميع نواب الكتل السياسية، والتي شهدت أيضا الاعتداء على رئيس السن محمود المشهداني في البرلمان من قبل اعضاء التيار الصدري فيما اعتبره الإطار التنسيقي تصعيداً لخلق أزمات جديدة في المشهد السياسي. وفي منتصف شهر كانون الثاني أصبح التصعيد في ذروته عندما اقبل اتباع التيار الصدري على حرق مقرات أحزاب وحركات وتيارات الإطار التنسيقي في بغداد والمحافظات الامر الذي أسفر عن خسائر مادية جسيمة في تلك المقرات.