الدولة المقاومة ‏بين الامام الخميني وديغول والخزعلي ؟ ‏

الدولة المقاومة ‏بين الامام الخميني وديغول والخزعلي ؟ ‏

  • 66
  • يناير 08, 2024

‏احمد لوبيس

‏حاول ⁧‫#الشيخ_الامين‬⁩ أن يحفر نفقاً واصلاً بين مفهومي ( الدولة والمقاومة ) اللذان يبدوان لأول وهلة متناقضين ويعملان بآليات متضادة ، بينما هما في حقيقة الأصل مفهوم مندمج .. كيف ؟
‏ببساطة : ما الذي تسعى إليه كل مقاومة وطنية في محاربتها للقوة التي تستعمر بلدها ؟
‏إنها تسعى إلى التحرير والاستقلال وهذا لن يتحقق إلا بعد الشروع ببناء الدولة القوية أثناء وبعد عملية التحرير .

‏كمثال : اتذكر جيدا أنني اطلعت في التسعينيات أن الجنرال ديغول ( محرر فرنسا وباني جمهوريتها الخامسة/ لاحظ التلازم بين المقاومة للتحرير وبناء الدولة/) بعث في طلب أحد الضباط الوطنيين في الجيش الفرنسي الذي دمره النازيين ، أثناء وجوده في بريطانيا التي يقود منها المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي ، وطرح عليه فكرة ( تشكيل جهاز مخابرات وطني ) فصعق الضابط وقال ما معناه : لكن سيادة الجنرال نحن خارج الوطن وفي غربة وبلدنا محتل !؟
‏فأجاب الجنرال : نهاية المقاومة التحرير وسنعود حينها وسنكون أمام تحدي بناء الدولة .. يجب أن نكون مستعدين من الآن والا فشلنا ..
‏اذهب وابني جهاز استخباري وطني ولا تتطلب مني موارد لأنني لا املكها ، حاول استغلال واستفزاز مشاعر الفرنسيين الوطنية .

‏استمع معي لهذه الحكاية أيضا : في بداية الثورة الإسلامية وبداية بناء دولتها شن عملاء الغرب حملة ارهابية دموية رهيبة ضد قادة الثورة الإسلامية وكوادرها ختموها بتفجير مقر الحزب الجمهوري الاسلامي عام 1981 في طهران، ولقي ثلاثة وسبعون مسؤولاً بالحزب الجمهوري الإسلامي مصرعهم، ومن بينهم قاضي القضاة آية الله محمد بهشتي، (ثاني أقوى الشخصيات في الثورة بعد آية الله الخميني آنذاك) ، وقيل وقتها إن الجمهورية الفتية ذبحت في مهدها ، جاء الشيخ رفسنجاني إلى الإمام الخميني قدس الله سره الشريف وقال له : سيتم القضاء علينا ويجب أن نرد عليهم باسلوبهم .
‏فامتعض الإمام الخميني ورد قائلا : وما فرقنا عنهم حينها ، سنكون عصابة في مواجهة عصابة وليس دولة تواجه عصابة ارهابية .. اذهب واعمل تحت سقف القانون والدستور لمواجهتم ولن اقبل بغير هذا مهما جرى .

‏اليوم نقول :
‏مثل هذا الفكر العقائدي والسياسي لن تستطيع البروبغندا المسطحة أن تحرجه وتجعله في موقف دفاعي ليبرر ويشرح مرارا وتكرارا أن في عقيدته لا فرق بين الدولة والمقاومة في بلد كالعراق إذ يشكل فيه الشيعة أغلبية ديمغرافية ، ووفق كلام سماحة الشيخ ⁧‫#الخزعلي‬⁩ في أكثر من مكان فأن من غير المنطقي أن تبني الأغلبية التي من حقها الحكم دولة موازية بل يجب أن تكون هي الدولة والدولة هي المقاومة، هنا سماحته يقاتل من اجل بناء الدولة المقاومة القوية .. يعني يريد تحقيق دولة الثورة لا الدولة بمعناها البيروقراطي فقط .

‏ومن يعتقد اننا هنا نروج لسماحة ⁧‫#الشيخ_الامين‬⁩ فهو واهم .. لأننا بكل صراحة ووضوح نقول إننا ندعو لفكره السياسي ونتبناه لأننا ببساطة وجدنا أن كل الآخرين ( مع بالغ الاحترام للجميع ) لا يحملون ايدلوجية متكاملة لحل الاشتباك المصطنع بين مفهوم الدولة ومفهوم المقاومة ، وحاول أن يطرح هذا من خلال مفهوم الهوية الثقافية العراقية والخصوصية ⁧‫#العراقية‬⁩ ⁧‫#والسيادة‬⁩ العراقية والعزة العراقية .

‏”لا أثق بحافي القدمين الذي يناضل من أجل
‏الحصول على حذاء..
‏لكني أثق بالذي يرتدي حذاء ويناضل مع الحفاة
‏ ليحصلوا على أحذية.”
‏➖تروتسكي

‏إن كنت لا تعرف المغزى العميق لطرح سماحته ( الدولة ⁧‫#المقاومة‬⁩ ) ستصاب بالحيرة : هل المتحدث في هذا الفيديو الطويل حامي النظام السياسي ام القائد المقاوم ؟..
‏ولهذا ادعو جميع الاخوة والأخوات في المقاومة والنخب إلى مراجعة هذه الأطروحة والتأمل فيها ملياً .

أخبار مشابهة