اليهودية عنوان سماوي بمحتوى وضعي .. ايدلوجيا القتل والاحتلال.

اليهودية عنوان سماوي بمحتوى وضعي .. ايدلوجيا القتل والاحتلال.

  • 96
  • مايو 30, 2022
بقلم.. حليمة الساعدي

ليس لدينا اعتراض على ان نتعايش مع اليهود ونعتبرهم نظير لنا في الخلق كما اوصانا امير المؤمنين عليه السلام فطالما كانو جيران لأجدادنا وابانا وموظفين في دوائرنا قبل ان تحصل نكبة فلسطين  وتأسيس الكيان الغاصب  اسرائيل عام ١٩٤٨ حينما حدثت حمى النزوح الى فلسطين من كل انحاء العالم بما فيهم يهود العراق الذين تركوا بيوتهم شاخصة لحد هذا اليوم مسجلة بأسمائهم لانهم كانوا غير متأكدين من تحملهم اجواء الدويلة المستحدثة بكل تفاصيلها والتي انغرزت في  الوطن العربي كأنغراز الخنجر في القلب وكأنهم ارادوا ان يكون لهم خط رجعة، لكن يبدوا ان الفكرة استهوتهم.
 هكذا ارادت بريطانيا الخبيثة عندما قررت اقامة دولة اسرائيل ورفعت شعار من الفرات الى النيل..
هاجر اليهود من كل بقاع الارض ليستقروا في اورشليم كما يزعم احبار وكهنة وحاخامات بني صهيون انها ارضهم الموعودة وانهم شعب الله المختار.. لكن هذه الفكرة الاقصائية الغاصبة اصبحت هي المعيار لدينا فمن آمن بها فهو عدو لنا ولديننا ومن لم يؤمن فلا خلاف بيننا وبينه فلو ان يهود العراق بقوا في منازلهم ولم يهاجروا ولم يفرحوا ويرحبوا بفكرة اقامة دولتهم التي لاتعدوا كونها كيان غاصب لأرض هي ليست ارضه وسماء ليست بسمائه واخذ يوهم اليهود بان هذه هي الدولة التي وعدهم بها الله واباح لهم قتل المسلمين العزل وتشريدهم وجلائهم عن مزارعهم وقراهم قرية بعد قرية واقامة مستوطنات بمباركة دول الاستكبار بريطانيا وامريكا لو ان يهود العراق لم يكونوا ظهيرا للمجرمين فلا جناح عليهم ولا خلاف بيننا وبينهم. لكن المشكلة هي ان يهود العراق دخلوا في عمق الفكرة الصهيونية وامنوا بها وتصهينوا وساندوهم واصبحوا وزراء وضباط وموظفين واعضاء في جهاز المخابرات والاستخبارات وهذا يعني انهم خانوا العراق وخانوا الارض التي تربوا ونشأوا فيها فلو ان اصوات نشاز تتعالى وتتباكى على يهود العراق نقول لهم ان اليهود رحلوا بأرادتهم ولم يصدر اي  فرمان عثماني او مرسوم ملكي يقضي بترحيلهم وسلب او نهب اموالهم. لكنهم رحلو بأرادتهم المحضة بعد ان وضعوا انفسهم بين خيار القومية والاثنية فقد تحركت بداخلهم نزعة التسيد على العالم وراحوا يمنون النفس بالسيطرة على مقدرات الدول واموالهم من خلال النظام العالمي الجديد الذي داعب شغاف قلب الشباب اليهودي المندفع. ولو انهم اختاروا العراق وقدموا العهود والمواثيق المكتوبة والموقعة من قبلهم للحكومة انذاك بانهم لن يختاروا عن العراق بديلا وان للحكومة الحق بمحاسبة ومعاقبة من يخون هذا الميثاق. لكان خيرا لهم ولبقوا فيه معززين مكرمين خصوصا وان الدستور العراقي آن ذاك لم يفاضل بين الاديان والدليل ان اليهودي ساسون حسقيل كان وزيرا للمالية في عام ١٩٢٢ وهو اول من قدم موازنة سنوية واول من اسس نظام ضريبي واول من شارك في مؤتمر القاهرة الخاص بتأسيس المملكة العراقية. 
العوائل اليهودية في العراق كانت تتميز بالثراء والسلطة وبيوتها تربعت مراكز المدن ببناء شاهق وتصاميم مهيبة بينما معظم العوائل العراقية تعيش في بيوت بسيطة ومتواضعة، ولم يكن لدى اليهود  اي مبرر للنزوح او ترك الوطن. اما من بقي منهم فهم اخوتنا في الانسانية والخلق ولهم دينهم ولنا دين.
ومن هنا اود القول اننا لا نتقاطع مع اليهود كدين وشعب متواجد في جميع دول العالم بما فيهم العراق لكننا نتقاطع مع اسرائيل كدولة غاصبة وكيان محتل وايدلوجية عدائية همجية تحاول السيطرة على مقدرات الشعوب والتدخل في شؤون الدول الداخلية واثارة الفتن والاقتتال الداخلي لأضعافها ومن ثم السيطرة عليها. هذه هي اسرائيل مهمتها تخريب الحضارات ونشر الامراض والاوبئة لقتل البشر والتحكم بالمناخ والاجواء والحكومات والسيطرة على القرار السياسي ومحاربة خصومها بكل انواع الحروب الباردة والساخنة والحروب الخشنة والناعمة وعلى جميع الاجيال الجيل الاول والثاني وصولا للجيل الخامس من الحروب. انها اسرائيل التي ظاهرها تدين بدين موسى وتبحث عن هيكل سليمان وارث داوود وباطنها مسخ تعمل على اقامة دولة ابليس وسحب العالم لعبادة الشيطان واو خطوة خطتها بهذا الاتجاه هي سيطرتها على الاعلام بكل انواعه واشكاله وصنوفه وامتلاكها لاستوديوهات صناعة السينما ومحطات التلفزيون والراديوا وهيمنتها على المصارف والبنوك وبهذا تمكنت من كل مفاصل القوة لتحريك العالم بالوجهة التي تريدها. 
لكنها لليوم لم تتمكن من السيطرة على جبهة المقاومة والممانعة التي اسستها الجمهورية الاسلامية الايرانية والتحق بها كثير من شرفاء العالم الشيعي المقاوم المؤمن الذي يحذو حذو الحسين عليه السلام وينتظر ان يكون ظهيرا وناصرا لولده الحجة بن الحسن عجل الله فرجه .

فتشكلت الفصائل المسلحة بعقيدة صحيحة تحمل فكرا مقاوم لا يقبل الخضوع ولا يأتمر بأمر الشيطان واصبحت هذه الجبهة الممانعة التحدي الاكبر للمشروع الصهيوني في المنطقة وكان اخر ما نتج عنها القرار التاريخي الذي صوت عليه البرلمان العراقي تجريم التطبيع والتعاطي مع اسرائيل رغم ان هذا القرار كان بحاجة الى تفصيل اكبر كي لا يترك ثغرات تسمح لأفعى بني صهيون وافراخها الدخول من خلالها. على اية حال خلاصة القول هو ان خلافنا ليس مع اليهود كشعب متدين وانما خلافنا مع بني اسرائيل الصهاينة الغاصبين المحتلين.

أخبار مشابهة