القيادة بين الاصالة الجنوبية واستنهاض الجماهير العراقية..الشيخ قيس الخزعلي أنموذجا

القيادة بين الاصالة الجنوبية واستنهاض الجماهير العراقية..الشيخ قيس الخزعلي أنموذجا

  • 127
  • فبراير 04, 2023

رياض سعد

ان العلاقة بين الجنوب والعراق وثيقة للغاية بل ضرورية لشيء اسمه العراق ؛ فليس من الممكن تصور العراق من دون الجنوب , والعلاقة بينهما ليست من باب علاقة الجزء بالكل او الفرع بالأصل بل هي علاقة الشيء بذاته والموجود بماهيته فالعراق يعني الجنوب والجنوب يعني العراق , بينما هنالك كلام في بعض اجزاء العراق لاسيما الشمالية منها – بغض النظر عن صدقه وحقيقته او كذبه ومجانبته لحقائق التاريخ – ؛ فلو فرضنا – على سبيل الفرض ليس الا ؛ من باب الامثلة تضرب ولا تقاس – انسلاخ دهوك او السليمانية عن العراق … ؛ فهل عند حدوث هذا الامر الجلل – لا سامح الله – ينتفي اسم العراق او تختفي بلاد النهرين والبطائح من الخريطة او يغيب ذكر العراق من كتب التاريخ الاسلامي والعربي ..؟؟
قطعا الجواب سيكون بالنفي ؛ بينما لو افترضنا انسلاخ البصرة وميسان وواسط و ذي قار … وباقي مدن الجنوب التاريخية الشهيرة عن العراق ؛ فهل يبقى شيء اسمه العراق او بلاد الرافدين او ارض السواد و البطائح – الاهوار- ؟؟
مما لاشك فيه سيكون الجواب بالنفي ؛ فالعراق قديما يعرف بالكوفة وتوابعها والبصرة وتوابعها لذلك سميت تلك المدينتان بالعراقين ؛ اذ لا يمكن تصور العراق من دون العراقين التاريخيين , والمتبادر الى الذهن من كلمة العراق وفقا لأغلب المؤرخين العرب والمسلمين هذه البقاع .
ومما تقدم تعرف ان الخزان البشري العراقي الاصيل يكمن في تلك المدن العراقية العريقة والمناطق التاريخية القديمة ؛ اذ تعد هذه البقعة مسقط راس العراقيين الاوائل بل موطن الحضارات الانسانية الاولى , ولم تخلُ هذه المدن والبقاع من السكان قط ؛ لا كما حصل مع بعض المناطق في العراق التي خلت من اغلب اهلها اكثر غير مرة بسبب الحروب والغزوات والاستيطان الاجنبي والحصارات والهجرات والطاعون والاوبئة … .
ومن المعروف تاريخيا ان المحتلين الغزاة لم يغمض لهم جفن ولم يهدأ لهم بال في تلك المناطق العظيمة والمدن العتيدة والقرى القديمة بسبب ازدحامها بالسكان الاصلاء و الثوار والاحرار الاشاوس ؛ لذلك طالما فضل المحتل الاجنبي المكوث في غيرها والاستقرار في المدن الاخرى اذ طاب للمحتل المقام بتلك البقاع من العراق , فها هو التاريخ بين يديك ينبئك بان المحتل الساساني والسلجوقي والمغولي و الصفوي و العثماني والانكليزي لم يتخذ الجنوب مقرا لحكمه قط … , بل ان اسم الجنوب العراقي الاصيل مرادف للثورات والانتفاضات والتحدي والصولات والمعارك والغزوات ؛ فالجنوب أرض تأبى الانصياع للمحتل الغاشم او للحاكم الظالم.
وقد ادرك الشيخ قيس الخزعلي هذه العلاقة وعاش تفاصيل هذه الاشكالية الأنثروبولوجية منذ نعومة اظفاره فهو ابن المحنة , وسليل سومر واكد وبابل وممالك ميسان والحيرة والحضر العربية , و قد رصد الحملات المنكوسة والمشبوهة ضد العراقيين الاصلاء ومحاولات اقصاءهم وتهميشهم وابعادهم عن المعترك السياسي والقرار الحكومي ؛ وكان للأعداء بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم بالمرصاد ؛ اذ عمل على طرح الهوية العراقية الاصيلة وتحقيق المطالب الجنوبية واستنهاض الجماهيرية العراقية الاصيلة من خلال الخطاب الحقيقي الاصيل الذي ينسجم مع تاريخ وعادات وتقاليد الامة العراقية ويلبي طموحات وامال الجنوبيين والفراتيين ؛ وفضح وكشف مخططات الاخرين الذين يهدفون الى طمس معالم هذه النهضة السياسية والحضارية لأبناء الوسط والجنوب العراقي ؛ وقد ادرك احرار الاغلبية حقيقة مفادها : ان القيادة الوطنية الناجحة والشرعية ينبغي ان تكون من الوسط والجنوب العراقي الاصيل لا غير ؛ فما حك جلدك مثل ظفرك ؛ كما ادركها الشيخ الخزعلي.

أخبار مشابهة