أزمة الدولار التي عصفت بالشارع العراقي خلال أقل من اسبوع كشفت جيداً نوايا من يحاول “الرقص على جراح” البلد واستغلالها أو لم يراها أصلا، ومن يسعى لانتشال الوضع الاقتصادي ومحاولة تقديم ولو حلاً بسيطاً “أضعف الايمان”؛ لانهاء “الكارثة”.
الحكومة الحالية وكعادتها حاولت السيطرة على ارتفاع أسعار صرف الدولار من خلال عدة اجراءات فرضتها على البنك المركزي ولم تقف “مكتوفة الايدي” كالحكومات السابقة، والامر الذي دفعها الى تعزيز النقد الدولاري في الاسواق للسيطرة على الازمة كاجراء احترازي.
الى هنا أدت السلطة التنفيذية ما عليها، الا أن “اليد الواحدة لا تصفق” فأتجهت انظار الشعب بعدها نحو السلطة الاهم في البلد والمتمثلة بالسلطة التشريعية متاملاً منها خيرا من خلال عقد جلسة برلمانية طارئة لمناقشة تداعيات الامر.
اعضاء مجلس النواب لم يكذبوا الامل وعملوا على جمع تواقيع نيابية لعقد جلسة “مستعجلة” لايجاد الحلول ووصل الطلب الى رئاسة البرلمان المتمثلة بمحمد الحلبوسي طالبين بعقدها في أسرع وقت.
رئيس البرلمان وكعادته خيب الأمل، فليس من طبيعته اتخاذ اجراء يحسب له وللمجلس الذي يرأسه خلال الازمات، فعود الشعب على صمت “مطرقة” البرلمان اثناء الكوارث التي تحل به، ولم يمضي باتخاذ موقف “وطني” يذكر كما يصفه نواب.
عضو مجلس النواب، كريم عليوي، حمل رئاسة مجلس النواب المتمثلة بمحمد الحلبوسي مسؤولية عدم عقد جلسة نيابية طارئة بشأن أزمة أسعار الدولار، فيما طالب الرئاسة باتخاذ موقف وطني لانتشال الوضع الاقتصادي الذي يمر به البلد.
ويقول عليوي في حديث صحفي، إن “الكثير من الازمات التي مرت على الشعب العراقي ولم يكن هناك اهتماماً من قبل مجلس النواب ولم تستجب الرئاسة للعديد من الطلبات النيابية”.
ويضيف، أن “بين الاحدث المهمة التي استدعت ضرورة وجود جلسة برلمانية طارئة وقدمنا مع الكثير من النواب طلباً لعقد جلسة تخص ما حصل مؤخراً في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار، لكن لم يكن هناك اي رد”.
ويوضح عضو مجلس النواب، أن “العراق يمر الان بمنعطف اقتصادي خطير جدا وهو ما يدفعنا للمطالبة بعقد جلسة طارئة لمناقشة ملف أسعار صرف الدولار والخروج بنتيجة واضحة لحل الازمة”، محملاً “رئاسة البرلمان مسؤولية تعطيل عقد جلسة طارئة لمناقشة تداعيات ارتفاع الدولار الأمريكي وانخفاض الدينار”.
*غير مؤهل
الحلبوسي وخلال أكثر من خمس سنوات برئاسة مجلس النواب كان في واد بعيدا عما يبحث عنه الشعب، وهو ما دفع الكثير من القادة السنة أو بقية الكتل السياسية لإقالته؛ نتيجة اداءه غير “المؤهل”.
وبهذا الصدد يذكر القيادي بائتلاف المالكي، حيدر اللامي ، أن”الحلبوسي غير مؤهل ان يكون رئيساً للبرلمان كون العراق يمر بعدة أزمات، لكن تصرفاته وقراراته باردة وبعيدة كل البعد عن اهتمام الشعب”، لافتا الى أن “رئاسة البرلمان في وادي والشعب العراقي في وادي اخر”.
ويشير الى، أن “رئاسة البرلمان هي رئاسة السلطة التشريعية العليا في البلد فكيف من الممكن لرئيس برلمان ان لا يبدي بتصريح في قضايا القاء القبض على الفاسدين وقضايا تخص شهداء كركوك وتفجيرات ديالى وكذلك فيما يجري من رفع سعر صرف الدولار، ومحولة التغاضي وتمييع هذا الحدث الذي يمر في العراق”.
ويوضح القيادي، أن “رئيس البرلمان يجب ان يكون ممثلاً للشعب العراقي واحتياجاته سواء في الشمال، الوسط أو الجنوب”، مبينا أن “الحلبوسي في هذه المرحلة وحتى في المراحل السابقة لم يكن موفقاً في كثير من تصريحاته والمواقف، ومطرقته في سبات دائم”.
*اجهاض مشاريع الحكومة
الى ذلك، السياسي المستقل بلال المالكي، أتهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بالعمل على تنفيذ مخططات سياسية لاجهاض مشاريع الحكومة، مبينا ان الحلبوسي تجاهل اهم ازمة تعصف بالبلاد وهي الدولار لتأجيج الشارع ضد الحكومة.
ويؤكد المالكي ، إن “مجلس النواب وعبر رئيسه محمد الحلبوسي لم يقدم اي طلب لعقد جلسة نقاشية من اجل دعم الحكومة في قضية الدولار”.
ويلفت الى، ان “تجاهل دعم مجلس النواب وعدم توجيه الحلبوسي اللجان النيابية الخاصة بالاقتصاد دليل على محاولة المساعي في اجهاض حكومة محمد شياع السوداني”.
ويبين المالكي ان “الخطاب الطائفي للحلبوسي واستمراره في دعم الانشقاق السياسي يكشف الكثير من الحقد وعدم الأهلية في تولي المنصب”.
أستمرار رئيس البرلمان في اتباع السياسة “الصامتة” تجاه أزمات الشعب قد تعرضه للسقوط من اعلى السلطة التشريعية لاسيما أن الحراك في المحافظات الغربية المناطة اليها مسؤولية ترشيح ما هو الافضل لرئاسة مجلس النواب يتجه نحو اقالة الحلبوسي والمجيء بشخصية قادرة على استخدام “المطرقة” حينما يطلبها البلد
اكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي ، اليوم الاربعاء على أهمية دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الوزاري ، و ذلك خلال استقباله ممثلة الامم المتحدة السيدة جينين...
المزيد
أشرف الأمين العام سماحة الشيخ قيس الخزعلي ، اليوم الاثنين ، ان العراقيين أثبتوا أنهم الأكرم والأفضل بين شعوب العالم و ذلك خلال اشرافه على انطلاق حملة "أهل الخير" لإغاثة ابناء الشعب السوري من...
المزيد