صورتان متشابهتان.. روسيا الام تؤدب اوكرانيا الابن العاق.. الكويت الابن العاق تمادى بضرب اباه

صورتان متشابهتان.. روسيا الام تؤدب اوكرانيا الابن العاق.. الكويت الابن العاق تمادى بضرب اباه

  • 86
  • فبراير 27, 2022
بقلم… حليمة الساعدي

تشابه كبير مابين حالة روسيا الام واوكرانيا الابن العاق وبين حالة التي حدثت مع العراق والكويت. 
فقد بدأت اوكرانيا العبث مع روسيا  كما عبث الكويت مع العراق وحاولت حكومة كييف ان تتشاطر وتلتحق بحلف الناتو علّها تحقق امتيازات دفاعية اكبر ضد روسيا الام، جاءها رد الدب الروسي فورا وبلا تردد. 
ونال خطاب بوتين  اعجاب كل من فهم وعرف سياسة امريكا المخاتلة التي تميزت بالاكاذيب والتضليل والتحايل على مجلس الامن الدولي للحصول على ذرائع لضرب الدول الضعيفة في الشرق الاوسط واحتلالها وامتصاص خيراتها كما فعلت ولازالت تفعل بالعراق. لقد كان خطاب الرئيس بوتين الذي وصف فيه امريكا بدولة الاكاذيب؛ في منتهى الاقناع لأمته التي وافقته على ضرب اوكرانيا. 
… اوكرانيا التي خذلها الناتو بعد ان ضللها واغواها واستخدمها قداحة لاشعال فتيل حرب لا شك ولا ريب سيكون الرابح فيها خسران رغم ان الناتو من الناحية الاقتصادية سيحقق بعض الارباح من خلال بيع السلاح … 
وقعت اوكرانيا في الفخ وتنصل الناتو واعتبر ان هذه الحرب ليست حربه، فهي حرب تصفية حسابات مابين دول الاتحاد السوفييتي، وانه لن يرسل جنودا لمساندة اوكرانيا.
هكذا خذلو زيلينسكي وهكذا كان جواب الولايات المتحدة من البيت الأبيض( ليس من مصلحتنا أن نخوض حرباً مع روسيا وبالتالي لن نرسل قواتنا لأوكرانيا). 
وهنا اعود بكم الى العام ١٩٩٠ العام الذي غزت فيه القوات العراقية   الكويت، نتيجة  استفزاز امراءها  لحكومة صدام. وهذا الاستفزاز كان عبارة عن سيناريو مدروس ومعد مسبقا من قبل بريطانيا حليفتها امريكا ليجرو صدام لهذه الفعل حيث كانت بطلة التحريض والتهويل والتطبيل في ذلك التاريخ رئيسة وزراء بريطانيا ماركريت تاتشر وصنوها جورج بوش الاب وقد نجح تحالف الشر  بايقاع العراق في فخ حرب خليجية جديدة ولكن هذه المرة عربية عربية. وبعد ان انزلق صدام الدموي في هذا المنزلق  وبتحريض من الحليفة تاتشر التي اعطته الضوء الاخضر بدخول الكويت وحالما فعل انقلبت عليه وراحت تتباكى على الشعب الكويتي ووصفت صدام بهتلر وان له نزعات دكتاتورية ويجب قتلة وسحق جيشه وراحت  تحرض حكام الخليج وتقنعهم بطلب النجدة من امريكا وبريطانية و٣٣ دولة امريكية واوربية وحتى عربية كلها توجهت نحو سحق العراق ومحوه من على الخارطة وفعلا  فهذه الدول وجهت للعراق اعنف الضربات من الموصل الى الفاو وطبعا في هذا العام نال كردستان شبه استقلال عن العراق فصار كردسان امن  وصار منذ ذلك التاريخ حليفا لامريكا وحلفائها ولكم ان تتخيلوا حجم الاتفاقيات الاستراتيجية التي ابرمت مابين الطرفين وهذه بحد ذاته قصة لها فصول وفيها تفاصيل كبيرة وخطيرة ليست مجال الحديث الان. 
ان ما اود قوله لماذا لم يكن رد التحالف الامريكي الاوربي في العام ١٩٩١ للحكومة الكويتية وحلفائها من دول التعاون الخليجي كرده اليوم بشأن امكانية تدخله في حرب روسيا و اوكرانيا.  ءلان  الدب الروسي قوي للدرجة التي لا يستطيع حلف الناتو مواجهته؟. ام ان موقع اوكرانيا ليس بتلك الاهمية للناتو كما هو الحال بالنسبة لموق العراق و دول الخليج الاستراتيجي؟. ام ان اوكرانيا ليست بهذا الحجم من الموارد التي تستحق الدخول لأجلها في اتون حرب ظروس مع روسيا؟. 
او لربما الناتوا اراد ان  يكشف القوة العسكرية لروسيا ومعرفة حجم وخطورة سلاحها الخفي السري من خلال هذه الحرب؟. 
ان الجواب الامريكي لرئيس وزراء اوكرانيا الحليف الذي طلب منها وبشكل مباشر التدخل لمساعدته في حربه ضد روسيا؛ هذا الجواب بحد ذاته ادانه لها ودليل على عدم شرعية وقانونية وجودها على الاراضي العراقية خصوصا وان العراق بلد مستقل ولديه برلمان صوت على اخراج القوات الامريكية من الاراضي العراقية وهو ليس عضوا في الناتو ولا حاجة له فيه. وان نص التصريح الصادر عن البيت الابيض لرئيس اوكرانيا المخذول، يدلل على ان امريكا لا تحمل رسائل انسانية في جميع حروبها بل انها تبحث عن مصالحها الشخصية واطماعها النهمة. 
علما ان جميع مصالحها في الشرق الاوسط غير قانونية ولا اخلاقية ولم تأتي بحسب السياقات الدبلوماسية ولا الاعراف الدولية وانما هي محض حروب قذرة  لغرض الاحتلال واستعمار البلدان وامتصاص ثرواتهم وخيراتهم  والتحكم بمصائر الشعوب. 
هناك مثلا يقول مصائب قوم عند قوم فوائد. من هذا المقولة انطلق بقول ان دخول روسيا لأوكرانيا بهذه الطريقة هو بحد ذاته تمريغ لانف حلف الناتو وتمزيق لخرافة حلفهم، كما مزق ابناء الحشد الشعبي المقدس خرافة داعش في العراق وسيشهد العالم الجديد صراع اقطاب ربما سيقود الى تحالفات واصطفافات تنذر بحرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، اعاذنا الله منها وحما بلدان المسلمين ولا ابقى الله لامريكا واسرائل وحلفائهم  على ظهر البسيطة من ذكر ولا ديّارا..

أخبار مشابهة