تساؤلات مشروعة وعتب على وطن

تساؤلات مشروعة وعتب على وطن

  • 88
  • فبراير 11, 2022
بقلم… حليمة الساعدي
ياوطني حينما احتجت الى رجال اعطيناك بسخاء ، صناديد اعطت الشجاعة حقها فهابهم الموت ولم يهابوه. فمنهم من احيا الارض البوار فأحالها جنان عامرة، ومنهم من حما الديار ورابط على السواتر ولم يبارحها ليومنا هذاوقد ركز بين اثنتين بين السلة او الشهادة  فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا. 

ورجال تحدوا الصعاب وتجرعوا مرارة التعليم بالمدارس والمعاهد والجامعات الخاوية المتهالكة، علّهم ينخرطوا في البناء والاعمار لتلتحق بقطار  الحضارة السريع .

كلُ هؤلاء هم انا واخوتي وابنائي وابناء اخوتي ومن قبلهم كان ابي وجدي واعمامي واخوالي. كُلنا، و كُلهم عطاء وسخاء وجود وصبر، ولسان حالنا يقول انه بلد الخير سيجود علينا يوما من الايام بعد، ان تصفو له الدنيا، وتعود امجاده التليدة.

لكن يا وطني طال بنا الامد واستنزفّتَ كُلَّ صبرنا وَحَولِنا وقوَتِنا فمتى تصفو لنا؟ ومتى تعدل؟ فانت يا وطني شيمتك الظلم ولا ينال من خيرك الا الظالمين.

وتلك قسمة ضيزى ونحن ابنائك  المضحين قد اعيّيّتنا وانهكت قِوانا. وما كان نصيبنا منك الا الظلم والفقر. 


ترى ياوطني لما لا تعرفني الا عند الشدائد ولا تتذكرني الا في الازمات. وحين تصيبك النائبات بسهامها وتنهشك الضواري الجياع احتلال وحروب. 

انت يا وطني بحر زاخر من الخيرات والثروات ولكن الشرفاء فيك يعتريهم  الظمأ، وانك كنز من الموارد و شعبك يئن من شدة العوز. 

أَعلم انك كريم جواد، لكن كرمك لا يُدرِكُهُ الا الغرباء، وجودك لا يعرفه الا الطفيليين من دول الجوار. 

لما لا تسمع صرخات المحتاجين من ابنائك ولا تشعر بألم المفجوعين فيك؟ لما ياوطني تخذل شعبك وتنحر اصحاب العفة والعزّة منهم وتكرم المبتذلين والعملاء؟ .

فيك استحال الشهيد خائن  ورجال الله والربيّون تلاحقهم لعناة الفاسدين. 
اين حقي ياوطني؟ خمسون عاما من العطاء والحب والذوبان فيك عشقا ودفاعا عنك، حضارةً وتاريخاً وثقافةً. 

خمسون عاما من عمري أنقضت في محرقة حروب لا ناقة لي فيها ولا جمل، وحصار واقتتال طائفي وحروب اهلية.

وخيرك يمرُ امامي كالنهر الجاري بسيل عَرِم يَصُبُّ في غير احضاني، ويفيض على دول وشعوب شتى من حولك خيرك لغير اهلك. لم تبقي شيئا لمحبيك. انظر الى جنوبك ياوطني انه يئن بمئات الاف من الايتام والارامل ولا معيل. 

فقد اعطوك المعيل قربانا لسلامتك. 

وانت اعطيتهم الحزن واليتم وانكرتهم واحتضنت الغرباء الذين ارادوا بك شرا.

ياوطني خمسون عام من الدموع وانا أُمَنّي النفس بالغد المشرق، لكن الغد مازال غدٍ وانا لازلت اليوم. متى ياوطني يصبح غَدُكَ يومي وحاضري ومستقبلي فتملئني شروقا وإشراق. وتفيض علينا خيرا وعِزّاً وكرامة متى ياوطني الحبيب متى.

أخبار مشابهة