الانضباط اساس النجاح ولنا في التجربة الصينية اسوة

الانضباط اساس النجاح ولنا في التجربة الصينية اسوة

  • 87
  • يناير 30, 2022
بقلم.. حليمة الساعدي
لاتنتظروا من حكومة همها النهب والمغانم الشخصية الضيقة ان تقدم لكم خيرا او تبني لكم بلد.

فالحقوق تؤخذ ولاتعطى ولا يشعر بالوجع إلّا من به الوجعُ.

عضوا على جراحكم وهبوا للبناء وانشروا ثقافة الانضباط بين الناس وشجعوا العوائل على ان تكون منتجة ومتكاملة في مجال  المهن والصناعات الرديفة. استنسخوا تجربة الصين الشعبية كيف انها نهضت من ركام الفقر والعوز الذي خلفته الحروب لتصبح اعظم دولة ولديها اعظم شعب منضبط و يحترم النظام، رغم انها كانت لاتمتلك اية موارد سوى الزراعة وبعض العقول المصممة على النجاح. تعلموا من الصين اصرارهم على النجاح، شعب تعاهد على ان لا مكان للفشل بينهم فجعلوا من اطفالهم صغار ولكن بعقول وقلوب رجال. دربوهم على الصبر وقوة التحمل وتعاملوا معهم على اساس انهم قادرين على كسر المستحيل واحالته الى الممكن.  ربما لا توجد أمة   من الامم تقدس النظام والانضباط في كل المجالات سواء على الصعيد السياسي اوالاجتماعي اوالثقافي والتربوي مثل الأمة الصينية. فالانضباط لديهم  ليس وليد أزمة، بل هو مفهوم أصيل متأصل في اعماق  ثقافتهم ، ومتغلغل في كافة أوجه حياتهم. فاحدهم كتب يقول ( إن الصيني يمتص فضيلة الانضباط مع الحليب الذي يرضعه من صدر أمه طفلا، مرورا بمراحل نشأته الأولى ووصولا إلى الموضع الذي يشغله طوال حياته العامة والخاصة. يمكنك بسهولة أن تلمح هذا الانضباط في مشاهد متنوعة من حياة الصينيين) . حتى في رياض  الأطفال، عندما يحين موعد الطعام ، يحمل الصغار أواني طعامهم ليحصل كل منهم على حصته من الطعام فيتناولها ثم يغسل وعاءه ويديه.

هذا المستوى من الانظباط وتحمل المسؤولية نفتقر اليه نحن كشعب عراقي نتيجة لتعاقب الحكومات الفوضوية التي تعمدت اهمال الكثير من مفاصل النظام في ادارة الدولة ابتداء من المرور وعدم احترام قوانين السير التي اول من ضربتها في عرض الحائط مواكب المسؤولين واساطيل سيارات الوزراء والبرلمانيين وسيارات الجيش والشرطة، وتداخل المسؤوليات بعضها مع بعض في السيطرات والمفارز. وصولا الى بقية الدوائر التي تكيل بمكيالين في تعاملها مع الموظفين فالموظف المسنود بحزب او جهة متنفذة يترك له الحبل على الغارب فلا احد يقدر على محاسبته عن اي امر من الامور. وكأن الحكومات اللامسؤولة  تعمدت اشاعة الفوضى وتأصيلها كثقافة  في مختلف مؤسسات ومفاصل الدولة  واشاعتها عبر مختل الوسائل. 

الدول لن تُبنى بالفوضى بل بالانضباط، ونحن رحّلنا هذه الثقافة بغير قصد من خلال سلوكنا اليومي  لتصل الى اذهان اطفالنا في المدارس وما قبل المدارس وهذا سينعكس سلبا على تربيتهم ونشأتهم.  لن يكونوا ناجحين وهم يعتمدون اسلوب الفوضى وان نجحوا في اجتياز اختبارات المناهج الدراسية  فانهم سيكونوا فوضويين وبعدها لن يكونوا مبدعين.

 ان العقود التي سبقت التسعينات من القرن الماضي  كانت تعتمد على ثقافة القسوة والجلد (الايجابي) اي ان الاباء اعتمدوا حديث النبي فجعلوه نظاما ناجحا لتربية الابناءفقد قال الرسول الكريم (ص) في حديث له عن التربية (لاعبوهم سبع واضربوهم سبع وصاحبوهم سبع) اي سبع سنوات وكانت العوائل ترسل بأبنائها في ايام  العطل الى محلات اصحاب المهن للتعلم وكسب المهارات والاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية والانضباط وكان (الاسطة) يضرب الصانع ليس لأهانته بل لكي يتعلم من اخطائه فلا يعود لمثلها ولذا فقد انتجت تلك الفترة مبدعين في جميع المجالات وخلقت رجال اقوياء لديهم الجَلَد والصبر وقوة التحمل فانتشرت الصناعات الصغيرة والورش والمعامل وانتعشت الزراعة وعُمِرَت الاراضي وتم استصلاح الكثير منها. هكذا اصبح الشعب في تلك الفترة شعبا واعيا قويا مثقفا مؤمنا بمجتمعه ومعتزا بتاريخه وحضارته ومبدعا لانه امتلك جميع مقومات الابداع. اما حالة الفوضى المستدامة اتي تريد الجهات العميلة  ان تبقينا في دوامتها ندور بغير وجهة ولا هدف فانها لن تبني وطن ولا انسان وهي غاية مايريده اعداء العراق فعلى الجميع تقع مسؤولية اشاعة الانضباط في كل شيء مهما كان بسيط. حتى في المواعيد واحترام الوقت والانضباط في الدوام و البيت و في الشارع اثناء العبور واحترام الاشارا المرورية في اداء الامتحان واعطاء الدرس ودخول الصفوف في رفع النفايات وتنظيف الازقة والمحافظة على البيئة. الانضباط في في الصلاة و ترك العمل مهما كان والتوجه لأدائها، فالانضباط مع الله اساس الانضباط مع المجتمع ودمتم بخير.

أخبار مشابهة