القضاء العراقي يمون على شوارب اهلنا

القضاء العراقي يمون على شوارب اهلنا

  • 86
  • يناير 26, 2022
بقلم.. حليمة الساعدي
كلنا يحترم القضاء فهو السلطة الوحيدة التي تقطع نزاع القوم  في هذا الوطن وهي لا زالت تحظى بالثقة بعد ان فسدت وسقطت بقية السلطات نتيجة المداهنة والمراوغة والبيع وشراء الذمم في صفقات مشبوهة. ونحن كلنا ننظر الى القضاء العراقي كونه الميزان الذي لا يبخس حق الشعب. وجل ما نخشاه هو ان ياخذ طريقه نحو  السقوط وتهبط ورقته ارضا  لحوقا باوراق بقية  السلطات  التي اصفّرّت وتيبّست وفقدت رونقها وسقطت ميته نتيجة للفساد الاداري والمالي.

فحكم المحكمة الاتحادية وقرارها الذي اصدرته بحق الدعوى التي تقدم بها السيد هادى العامري  بخصوص وجود تلاعب و تزوير في نتائج الانتخابات الاخيرة كان صادما فكل القرائن والادلة والثبوتيات المقدمة كانت تشير الى ذلك ، لكنها اقرت بصحة جراء الانتخابات وصحة النتائج و  تقبل الطرف المدعي النتيجة بكل هدوء احتراما لهيبة القضاء العراقي وامتثالا له كي لاتعم الفوضى ولا ينفتح المجال امام المتصيدين في الماء العكر فيعلوا صوتهم فوق صوت القانون خصوصا ونحن نعيش فراغا دستوريا وحكومة تصريف اعمال.

وبعد اعلان موعد انعقاد الجلسة البرلمانية الاولى، توسمنا خيرا ورمينا الخلافات والمناكفات السياسة وراء ظهورنا وقلنا لنتأمل خير في التشكيلات السلطوية الجديدة عسى الله ان يعوضنا بها خيرا عن سابقتها، فاذا بنا نتفاجى بالاحداث الهوليودية داخل الجلسة فرجال قدموا بالتكتك ورجال تفائلوا بالاكفان ورجال ارتدوا ازياء غريبة كالذي حضر الجلسة وهو مرتديا ثوب المتسولين ولا ندري ماذا اراد بهذا مثلا. وكله في كفه وما جرى من صراع وضرب لرئيس السن  وتدافع وتحرك مريب داخل قبة البرلمان رفعت الجلسة انعقدت الجلسة جرا التصويت برئيسن احدهم في المشفى والثاني على المنصة يعد الاصوات تحت وطأة الظلام الحالك بعد ان  انقطع التيار الكربائي فاز الحلبوسي فاز النائب الاول ثم الثاني بسرعة البرق كل هذه  بكفة.  يذكرني هذا بواقعة حقيقية  تعرضت لها في مدينة الطب عندما كنت ذاهبة للعلاج وقفت على طابور للنساء وكان الحارس الذي يقف على الباب قد منع الناس من الدخول كون ان الباب يؤدي الى ردهات المرضى الراقدين فيها، و فجأة حدثت فوضى مفتعلة منقبل النساء في الطابور  وصار التدافع فبعضهن تدفع بي الى الامام واخريات يدفعنني الى الوراء وكنت بالكاد الفظ انفاسي وبعد برهة انفظ جمعهن وتوارن بالحجاب وأما انا فقد اخذت طريقي نحو غرفة الطبيب لكني فجأة انتبهت الى حقيبتي وقد مزقها مشرط احدهن باحترافية عالية مكّنتها من  سرقة محفظتي وجهاز الموبايل وتركتها فارغة وتركتني وسط حيرتي لا ادري اأكمل مهمتي في المشفى ام اعود ادراجي للبيت. 

على اية حال ليست هي المرة الاولى التي نتعرض فيها للسرقة ففي كل مرة تسرق اصواتنا بسبب الوجود الامريكي المحتل والتدخلات الخارجية من قبيل السعودية ودول الخليج وتركيا واسرائيل وبريطانيا. لم يحُتَرم اختيار الناخب ولم يؤخذ يوما من الايام بالنتائج الانتخابية والشعب العراقي تعود على الضربات الترجيحية التي غالبا ما تكون مقبوضة الثمن. 

عودا على ذي بدء حكمت المحكمة وللمرة الثانية بغير هوى المدعين مع انهم قدموا ادلتهم الدامغة بعدم دستورية الجلسة الاولى. لكننا مجبورين على القبول حفاظا على بيضة السلم الاهلي في العراق الحبيب.

أخبار مشابهة