بريطانيا العجوز اول من اسست للحرب الناعمة في العراق.

بريطانيا العجوز اول من اسست للحرب الناعمة في العراق.

  • 87
  • ديسمبر 31, 2021
بقلم…. حليمة الساعدي
بما اننا نعيش في مرحلة الحرب الناعمة التي هي التحدي الاكبر  والاكثر خطرا على مجتمعنا من الحروب التقليدية ذات الاسلحة النارية المباشرة اي ما تعرف بالحرب الصلبة فلابد لنا ان نتجه الوجهة الصحيحة للتصدي لها.ان عدونا يتحلى بالذكاء الخارق ولديه امكانيات لانمتلك منها الا بالقدر الذي سمح  لنا بامتلاكها. اذا فالمعركة الناعمة تنساب بيننا انسياب الافعى شديدة النعومة لكن سمها قاتل. ومهمتنا ان نوجد الترياق الذي يقاوم سمّها وينقذنا من الموت. الترياق ببساطة هو العودة الى الله والتمسك بالدين والقيم النبيلة والثقافة السامية والاخلاق الرفيعة والكلمة الطيبة واحتضان الشباب من كلا الجنسين عبر برامج توعوية وزجهم في اعمال انتاجية نافعة تشغل اوقاتهم لدرجة انها لا تترك لهم متسع للرقص مع الافاعي. 

لو عدنا الى المراحل التي عاشها العراق منذ الحرب العالمية الثانية ودخوله مرحلة الاحتلال البريطاني بحسب اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت. لوجدنا ان مقدمات الحرب الناعمة بدأتها بريطانيا في بلدنا منذ ذلك التاريخ عندما عمدت الى تجهيل المجتمع ومحاربة العلماء ورجال الدين والمثقفين واصحاب الرأي وزجهم في السجون وقتلهم او نفيهم واشاعة روح الطبقية والطائفية والكراهية بين ابناء الوطن الواحد بحسب سياستها المعروفة (فرق تسد) وسيدت جهّال البلاد وفسّاقها على علمائها ومثقفيها وصنعت العملاء والمتواطئين ليكونوا موظفين لديها في مفاصل ادارية مهمة بعد ان اخذت منهم العهود والمواثيق بان يكونوا خدم لمشروعها وممثلين عنها في احتلال العراق وتجيير موارده الاقتصادية وثرواته بكل انواعها لها  واستمرار التخلف ومحاربة العلماء والوطنيين واصحاب الرأي الحر من جهة. واحتضان الشواذ والملاحدةواعداء الاسلام من جهة اخرى وتشجيعهم على اشاعة الفسوق والمجون ونشر الثقافة الغربية المنحلة وجعلوا المرأة مادتهم وسلاحهم الذي به يقتلون القيم ويفككوا المجتمع لانها نواة الاسرة والاسرة نواة المجتمع.

 في اربعينيات القرن الماضي ولغاية السبعينيات منه انتشرت ظاهرة سفور المرأة وارتدائها الملابس الضيقة والقصيرة وقدم الغرب هذه النوع من النسوة على انه مقياسا للتحضر والتطور لدى بعض الغافلين عن الدين وصاروا ينظرون الى المرأة المتعففة المحجبة الملتزمة بعاداتها وتقاليدها نظرة دونية وانها متخلفة ولاتفقه من الثقافة والعلم شيء. وفسح مجال التعليم وفرص العمل  للنوع الاول وتركت الاخرى قابعة في متاهات الحرمان والتنكيل منقبل العرف العشائري  الدخيل على مبادئ الدين وتعاليمه لان الاستعمار صاغ عرفا يتنافى مع الرسالة المحمدية قاصدا بذلك ضرب الاسلام ومحوه واستبداله بأخر مشوه و قاسي جدا على المرأة التي كرمها الله في القران والسنه. استمرت المراحل التي دفعت بمجتمعنا الى التقهقر شيئا فشيئ. 

فبريطانيا التي انجلت من العراق تحت وطأة الثورات والانتفاظات الوطنية هربت هروب الافعى من جحر الضب  لكنها تركت بيوضها تفقس فيه وما يخرج من بيضة الافعى غير افعى مثلها  بصفاتها وشكلها؛ فقد ترادفت على هذا البلد حكومات ظاهرها مستقل وباطنها مكبل ومقيد ومنقاد لقرارات عجوز اوربا الخبيثة التي لازالت تعتبر العراق تحت الانتداب البريطاني وما انفكت ليومنا هذا تفرض علينا رؤساء حكومات  ووزراء يحملون جنسيتها المشؤومة ويعملون لخدمة مصالحها  بكل اخلاص وينفذون اوامرها بكل دقة. وقد نجحت العجوز بان اوصلت البلاد الى هذا الانحدار الاقتصادي والسياسي والخدمي والصحي والتعليمي. لانها تريده ان يبقى ضعيفا منقادا لها. لم تدخل بريطانيا مع العراق بحرب صدام مسلح منذ خرجت منه لكنها لازالت حاضرة فيه خلال اذنابها وممثليها فالقرار العراقي ليومنا هذا وعلى جميع الاصعده قرار بريطاني بامتياز وما كان هذا ليكون لها لولا انها نجحت في حربها الناعمة التي هيئت لها  وأعدت وخططت   لتطبيق جميع مراحل مشروعها السام فيه الى ان وصلت اليوم الى ما هي عليه. 

ونحن امة الشيعة كُتِبَ علينا التصدي لكل هذه الهجمات لان شركائنا في الوطن اعتادوا على أخذ دور الخائن المتواطئ المستفيد وقد اثبت لنفسه انه يسير بالاتجاه الصحيح فدربُ الخيانة والخسّة جعلهم يحصدون ارباحا طائلة  ويحققون نجاحات دنيوية زائلة ويتسيدون مناصب لم يكونوا يحلمون بها فبعد ان كانوا  صعاليك وقاطعي طريق صيرتهم بريطانيا ملوكا  ورؤساء في العراق والاردن ونجد والحجاز والخليج العربي فقد صنعت من مجهول النسب والاب(صدام حسين)   رئيسا لأعظم دولة عرفها التأريخ فعاث بها فسادا وقتلا وحروبا  لاكثر من ٣٥ سنه واليوم لازلنا نشاهد ونتابع كيف ان الشرفاء والوطنيين يستبعدون ويقتلون ويطعنون بأيدي ابنائهم عبر برامج معدة ومدروسة هي الحرب الناعمة. والسؤال هنا هل نمتلك مصدات وادوات لمجابهة هذه الحرب لناعمة التي هي الاكبر والاعظم خطرا على مر التاريخ لانها تستهدف الاخلاق والقيم والدين وتستهدف الاسرة والمرأة والقدوة.

أخبار مشابهة