الى الانفصاليين:احذروا غضبة الحليم اذا غضب….

الى الانفصاليين:احذروا غضبة الحليم اذا غضب….

  • 77
  • ديسمبر 06, 2021
بقلم :حليمة الساعدي
الى بعض الذين ينادون باقامة دولة كردية في شمال العراق.. اقول لهم هل فعلا نضج هذا المكون ليصبح دولة.. هل اصبح بمستوى المقومات الاخلاقية و الدبلوماسية في التعامل مع الاخر وهل وصل لدرجة التكامل الاقتصادي والثقافي ويحضى بعمق تاريخي لينادي بالانفصال عن العراق ويقتل كل من يرفع العلم العراقي في اراضيه او يمجد به وبجيشه وحشده. فحادثة مشجعي نادي الشرطة ليست الاولى ولن تكون الاخيرة لعلمنا المسبق بمستوى الكره والحقد والضغينه التي تكنها العوائل الحاكمة هناك  والتي  غذتها للشعب الكردي وخصوصا البيشمركة والاشايس فصار العربي العراقي عندما يذهب للاصطياف او التنزه في شماله الحبيب يلاقي اسوأ معاملة ويتعرض لموقف او اكثر  تمتهن فيه كرامته وتعتبر هذه ضريبة المصطافين في الشمال.

ان مايثير استغرابي وحنقي  هو كيف لمكون  مشترك في العملية السياسية الاتحادية ويطالب بمناصب سيادية وقد احرز لنفسه استحقاقا عرفيا تعدى على حرمة الدستور فصار حق من حقوقه التي لامساس بها وهو منصب رئاسة دولة العراق العربي بامتياز منذ الاف السنين في حين ان التاريخ يؤكد لنا ان الاكراد مكون مستحدث على جغرافيته و عمره لا يتجاوز ٢٠٠ عام ومع هذا لم يعترض احدا من المكونات والاحزاب والتيارات العربية المشاركة في الحكومة والبرلمان باعتبار ان الاكراد عراقيين لكن الى متى هذه المغالطة.

كيف يكون رئيسا للعراق من هو عدوا له ولعلمه ولرموزه ولجيشه وحشده.. كيف يكون رئيسا للعراق من لا يسمح برفع العلم العراقي في اراضيه ويقتل كل من يمجد بحبه او يهتف بأسمه وحادثة ملعب اربيل خير شاهد على ذلك فهي لم تكن حادثة عرضية او مشكلة بين اثنين اختلفو على مشكلة شخصية… انها بمثابة الصاعقة التي يجب ان يتسمر امامها جميع السياسيين ويعيدوا النظر في مسألة منصب رئيس الجمهورية او اي منصب اخر سوا كان على مستوى الوزارات او الوكالات او التمثيل الدبلوماسي… ان من لم يتشرف بالعراق وعلمه لن يكون امينا عليه وعلى شعبه ومصالحه… ولكن عبثا احاول فالامر سيكون كما تريد حكومة كردستان.. سيأخذون ما يرضي طمعهم ورغباتهم الا متناهية في الوقت الذي لا تتجرأ اي من الرئاسات الثلاث ان تفتح فمها في المطالبة بأن تكون المعاملة بالمثل فكما هو الحال بالنسبة للتمثيل الحكومي الكردي الاتحادي يجب ان يكون هناك تمثيل عربي في حكومة الاقليم فمن حق حكومة المركز ان تطلع على الواردات النفطية والصناعية وواردات الضرائب من المنافذ الحدودية بل يجب ان يكون تمثيل عربي في كل مفصل من مفاصل حكومة كردستان حتى في المؤسسات الامنية فيها للوقوف على الكثير من الحقائق المغيبة التي بدأت تنفضح شيئا فشيئا من قبل الاكراد انفسهم  ومع ذلك لم تتخذ حكومة المركز اي اجراءات تحقيقية؛ وحتى لو شكلت لجان تفتيش او تحقق في الجرائم والخروقات التي تحدث داخل الاقليم فانها ستواجه بموقف رافض وصراخ سياسي واعلامي بدعوى امتهان حقوق الاقليات والشعب الكردي المظلوم… ان حكومة بارزان المتوارثة هي في حقيقتها دولة داخل دولة بل هية دولة التهمت الدولة المركزية من خلال مؤامرات ودسائس بدأت منذ العام ١٩٩١ عندما دخلت في تحالف مع الامريكان ضد العراق ان ذاك فاصبحت تسمى كردستان امن وخطت لها حدود جغرافية وخصصت لها ميزانية تستقطع من ميزانية العراق رغم انفه شعبا وحكومة ومنذ ذلك الحين وهو جزء منغلق يبرم المعاهدات والاتفاقيات مع من يريد دون الرجوع الى حكومة العراق كدولة حتى بعد ٢٠٠٣.. المفروض انه وبعد سقوط نظام البعث وحكومته الطاغية ان تعود المياه الى مجاريها وان يرجع الشمال الى الحضن العراقي وتحت لواء الحكومة المركزية لكن هيهات فالعائلة المالكة في الشمال قد جعلت منه بؤرة  للافاعي والعقارب والتماسيح التي تلسع وتلدغ وتنهش بجسد العراق فالقنصليات المشبوهة والقواعد والمنظمات المحظورة كلها تمركزت وتموضعت في شماله بحماية برزانية بامتياز؛ فكم مرة شاهدنا العلم العراقي يحرق وتدوسه اقدام الانفصاليين المتطرفين بعنصريتهم و يقبلون في الوقت نفسه  العلم الاسرائيلي ويرفعونه عاليا بل ان العلم الامريكي يزين اكتاف ضباط وجنود البيشمركة والاشايس ولا وجود للعلم العراقي، اليس هذا استفزازا لمشاعر العراقيين .. ان احد اهم اسباب عدم استقرار مناطق غرب ووسط وجنوب العراق في حقيقتها تعود  للمؤامرات التي تحيكها المنظمات الصهيونية والامريكية في الشمال  والتي دأبت على استقطبت ضعاف النفوس من جميع محافظات العراق بمسمى منظمات المجتمع المدني او مؤسسات اعلامية وقنوات فضائية وشركات غسيل اموال فتجد ان هذه المسميات  المرتبطة بمؤسسات ومنظمات دولية في كردستان تنعم بوضع مالي فوق الخيالي بعكس المنظمات الاخرى التي ليس لها اي ارتباط فانها تفتقر للمال ونشاطها محدود ويكاد لا يذكر.


ان وجود المنظمات الغير حكومية في العراق بعد صقوط النظام البعثي امر مقصود ومدروس وله اغراض خبيثة اهمها تمزيق النسيج المجتمعي وتهديد السلم الاهلي وتعمل على دس السم في الهسل واثارة الفتن .. شعارات رنانه وجميله تستهوي ضعاف النفوس من كافة الشرائح لتثير الفتن وتضغط على المشرع بان يخضع لرغباتها فيقوم تحت ضغط مفتعل بتشريع قوانين تتماشى مع توجهاتهم كما حصل مع مايسمى ثورة تشرين التي نتج عنها حكومة عميلة ومفوضية مغرضة وانتخابات مزورة ومعاهدات مع دول بائسة مطبعة  تمهدا  للتطبيع مع اسرائيل وقتل احلام الشعب باقامة دولة قوية من خلال اتفاقيات ومعاهداتخارج قبضه دولة الاحتلال الامريكي والبدأ اقتصاديا مع دول تحترم الشعب العراقي.. فكانت مهمة التشرينيين هي قتل اتفاقية الصين مع العراق ووأد مشروع الطوق والطريق او مايسمى طريق الحرير…ولو عدت لهذا الجمهور التشريني المفتعل ستجده مجموعة منظمات وناشطين مدنيين تربطهم علاقات قوية بمنظمات اسرائيلية في شمال العراق وقنصليات وسفارات امريكية وخليجية… 
وعلى ذكر الخليجية لاحظ الشعب العراقي المراقب لكل تحركات حكومة كردستان ان رؤساء الاقليم يزورون السعودية والامارات ودول الخليج اكثر بكثير من اي رئيس وزراء عراقي و تربطهم علاقات ومصالح قوية ومشتركة رغم انهم متعنصرين لقوميتهم الكردية لكنهم في هذا الجانب تجدهم ملكيين اكثر من الملك اقصد انهم محبين لدول الخليج اكثر من دول الخليج انفسهم ولو بحثت في الامر ستجد ان السبب هو وجود قاسم مشترك يجمع الرفين وهو محاربة الشعب العراقي وتعطل مصالحه وعرقلة اقامة دولة قوية فيه و انفقت ملايين مليارات الدولارات من اجل الابقاء عليه ضعيف منكسر غارق في فتن طائفية واقتتال استنزف شبابه واقتصاده وحطم البنى التحتية له فالطرفين من مصلحتهم محو العراق وقلعه  من الجذور.. وما يؤكد كلامنا هذا هو الحكومات في السعودية ودول الخليج يتعاملون مع حكومة مسعود البرزاني  وكانها دولة قائمة بذاتها وتربطهم مصالح مشتركة وهدف مشترك.. طبعا الهدف المشترك معروف لدى الجميع وهو تعطل الدولة العراقية وذبح الشيعة واثارة الفتن في الوسط والجنوب  فعلى مدى ال١٨ سنة المنصرمة كان العراق ومايزال بين فكي تمساح من الاعلى الاكراد وحكومتهم الدكتاتورية ومن الاسفل السعودية ودول الخليج ولاشك في ان التمساح هي امريكا واسرائيل التي تريد ان تبتلع هذه الدولة العريقة… قبل ان اختم اود ان اوجه كلمة لكل من يقرأ مقالتي هذه وحبذا لو يوصلوها لحكومة مسعود البرزاني الانفصالية اقول ان الله بالمرصاد وانه يحاسب على خيانه الخبز والملح فما بال الذي يخون شعب بتاريخه ودينه وامواله واقتصاده واطفاله وشبابه وشيبه فالبصرة التي يرتفع فيها اللسان الملحي يوما بعد يوم وتصحرت اراضيها ويقطنها شعب جل شبابه عاطل عن العمل وهي التي تنعم بكل خيرات الله من نفط وزراعة وميناء فهي عاصمة العراق الاقتصادية هذه البصرة تجود بكل خيراتها للاكراد بسبب الحكومات المركزية الفاسدة التي لا تستطيع ان تكسر للبرزانيين كلمة لانها تعرف انهم مسنودين منقبل اسرائيل وامريكا .. لابد لليوم الذي تقطع فيه يد السارق ويقتل الشعب كل مارق وسيعود العراق قويا معافى ونحن لسنا ضد الشعب الكردي المسالم المحب فهاهم بين ظهرانينا في بغداد وكربلاء والنجف وجميع محافظات الوسط والجنوب ينعمون بالسلام والامن ويتزاوجون فيما بينهم دون حقد او عنصرية لكن كلامنا موجه لكل المتعنصرين والشوفينيين والانفصاليين في شمال العراق.

أخبار مشابهة