التاريخ لا يُكتب .. التاريخ يُصنع

التاريخ لا يُكتب .. التاريخ يُصنع

  • 68
  • سبتمبر 16, 2023

✍️ علي كريم الشمري

رغم تحفظ الشيخ قيس الخزعلي على سياسة ال بارزاني ورفضه المعلن لنهجهم ومنهجهم في الادارة والتعامل الانتهازي مع بغداد ، الا انه يفهم جيدا طبيعة التوازنات الداخلية التي تهيمن على دائرة القرار السياسي وتتحكم بمسار الدولة منذ عشرين عام .
مسرور بارزاني في بغداد لادامة الهيمنة على الاقليم والتفاوض من اجل تحقيق “أقصى حد للمنفعة الحزبية ” ولكن صورة المشهد اليوم اختلف جوهرها كثيرا بوجود الشيخ الخزعلي الزعيم الشجاع الذي لايساوم ولا يجامل كما بقية الزعامات التقليدية ، فهو الزعيم السياسي العراقي الوحيد الذي لم يتوجه الى صومعة ال بارزاني في اربيل ابدا وانما جاء اليه رئيس حكومتهم صاغرا في بغداد لتنتهي حقبة وَهّم ” الأسياد ” والسعي للاستئثار بكل شيء .
الخزعلي يقود مشروع تقوية الحكومة المركزية وجعل بغداد مركز القرار العراقي السيادي ، فضلا عن انهاء مبدأ ( اغتنم حتى ترضى ) ليحل بدلا عنه ( ماذا ستقدم للعراق لنرضى عنك ) ، ويبدو ان هذا القرار الاستراتيجي لارجعة فيه لوضع الدولة على المسار الصحيح ومغادرة لعبة الحلول الترقيعية وترحيل الازمات وادخارها للمساومات والابتزاز السياسي لاسيما وان العراق اصبح لاعبا قويا ورقما صعبا في المنطقة والعالم وله دور محوري في استقرار المنطقة وهذا الدور سيكبر مع استقرار الداخل وتوحيد الخطاب الوطني .
و ان اتقان فن التفاوض وصناعة القرارات الوطنية بعيدا عن التخادم الحزبي والسياسي امر مهم للاطار التنسيقي الذي تعول عليه جماهير المكون الاكبر لكبح جماح استباحة حقوقهم وانصافهم بعد عقود من الظلم والتهميش .
لذا فأن قيادة المرحلة تتطلب فلفسة واقعية وتعريف الجميع باحجامهم السياسية والمكوناتية تحت سقف الدستور والقانون ، وهو امر ينطبق على رؤية الخزعلي الواضحة ليجعلها نقطة تحول وربما نقطة بداية ، فمن يريد أن يتذكر التاريخ سيتفحص ويمر على المواقف الكبيرة والمهمة والأحداث الأكثر تأثيرا في حياة الشعب والتي يصنعها رجالها ولا تولد بالصدفة.

أخبار مشابهة