الشيخ الخزعلي والمنطقة الواضحة

الشيخ الخزعلي والمنطقة الواضحة

  • 105
  • مايو 27, 2023

معالجة الوضع السياسي والاقتصادي في العراق والوصول الى حالة تقترب من المثالية بحاجة الى المزيد من الوقت والجهد؛ واعتقد ان حكومة السيد السوداني تمارس دورها الان بدبلوماسية مقبولة.
ان المشهد السياسي المستقبلي في العراق سوف يشهد غياب الكثير من رجال سياسة الرعيل او الجيل الاول وهذا هو حال الساسي عندما يصل الى عمره الافتراضي الى مشارف النهاية.
في لقاء ضم مجموعة من النخب والكقاءات مع الامين العام لعصائب اهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي تحدث الشيخ الخزعلي عن الواقع السياسي الحالي كما تطرق الى مستقبل العملية السياسية في العراق.
وحقيقة كان الرجل يتكلم بواقعية ووضوح وهو المعروف عنه مستشرفا جيدا لمختلف الأحداث في العراق سواء كانت سياسية او اقتصادية وحتى الاجتماعية؛ تكلم الشيخ الخزعلي عن المستقبل السياسي الذي ينتظر العراق مؤكدا بأن المستقبل السياسي للعراق سوف يكون مرهونا بثلاث شخصيات سياسية وهو احد هذه الشخصيات .
بكل تاكيد سوف يكون للشيخ الخزعلي دورا كبيرا لمستقبل العملية السياسية في العراق مثلما هو دوره الان؛ والسبب في الدور المهم الذي يلعبه الشيخ الخزعلي في العملية السياسية العراقية الانية والمستقبلية يعود لتمتعه بكاريزما القائد الناجح والمتمكن من استخدام ادواته؛ اضافة الى القاعدة الجماهيرية التي يتمتع بها! والتي تتسع يوما بعد يوم وتمددت لتشمل نسيج اجتماعي لايضم طائفة بعينها.
وخلال اللقاء تحدث الشيخ الخزعلي عن بعض القادة السياسيين في العراق! والذين سوف بكون لهم دورا كبيرا في المستقبل كما تم ذكره انفا؛ حيث أشار ان هؤلاء القادة لايملكون منطقة رمادية ؛ فأحدهم يملك منطقة غامقة جدا( طوخ) ؛ والثاني لديه منطقة فاتحة جدا؛ مشيرا في الوقت نفسه ان منطقته واضحة ومنفتحة على الكل: وان منطقته ليس لديها لون غامق او فاتح فقط ؛ بل هي منطقة واضحة جدا وتستوعب جميع الالوان في اشارة واضحة وصريحة لانفتاحه على الجميع وانه يعمل لكل المناطق وليس لمنطقة محددة بلون واحد.
ان هذه الرؤية السياسية تدل على ان الشيخ الخزعلي يمتلك عقلا سياسيا ناضجا استوعب العملية السياسية الحالية والمستقبلية في العراق.
كما أشار الشيخ الخزعلي الى موقفه من التواجد العسكري في العراق؛ منتقدا بعض الاصوات التي تتهم المقاومة بصمتها وعدم تحركها تجاه القوات المحتلة ؛ معللا هذا الصمت باعطاء( حكومتنا) فرصة لممارسة الدبلوماسية ؛ وفي الوقت نفسه إعطاء اشارة الى المحتل بأن المقاومة جاهزة ولكنها تؤمن بالعملية السياسية والدبلوماسية لانهاء المشاكل؛ ولكن الى وقت محدد؛ بمعنى ان المقاومة مازالت متاهبة ويدها على الزناد؛ وهي اي المقاومة مستعدة للتخلي عن الاعمال العسكرية متى ما اصبح لديها يقين بان العراق اصبح مستقرا سياسيا وامنيا؛ وان هذا الاستقرار سوف يتحقق خلال الفترة القليلة المقبلة؛ والدليل أن الكثير من الدول خصوصا دول الخليج تاتي الى بغداد بوفود اقتصادية كبيرة للاستثمار بمليارات الدولارات ؛ وكذلك الحال لبعض دول المنطقة والعالم؛ وان جميع هذه الدول يهمها جدا استقرار العراق سياسيا واقتصاديا وهي لم ( تجازف) باموالها عبثا؛ خصوصا مع تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
على العموم يمكن القول ان المستقبل السياسي للعراق سوف يرسم ويحدد بواسطة قيادات سياسية شابة بمعزل عن سياسيي الجيل الاول ؛ وبمعزل عن التدخل الخارجي ليمارس العراق دوره في المنطقة والعالم وبما يتناسب مع حجمه الحقيقي الفعال والمؤثر.

د. قاسم بلشان التميمي

أخبار مشابهة