حركة عصائب اهل الحق..حركة جهاد وبناء…

حركة عصائب اهل الحق..حركة جهاد وبناء…

  • 97
  • مايو 07, 2023

أ.د. حيدر قاسم حمود الموسوي ||

ان حركة عصائب اهل الحق حركة ولدت وانبثقت من رحم بيت النبوّة والإمامة وقد اسست على خطى اهل بيت النبوة ومبادئهم السامية وليس غريباً ان تكون هذه الحركة نبراسا للجهاد والبناء في عراقنا الحبيب ولقد تجلت كل معاني الجهاد والبناء والعلم والايثار في هذه الحركة و بأبهى صورها فصدعت تنطق معلنةً صرخة جهاد وبناء.
ان المتتبع لمسيرة هذه الحركة المباركة منذ تأسيسها وليومنا الراهن تتبين له العديد من الحقائق الناصعة والتي وضعت الاسس المتينة لقيام حركة حية لن تموت. ان من ابرز العوامل التي اسهمت في بيان دور هذه الحركة و جعلها تكون رمزا من رموز الجهاد والبناء في البلاد:
1. الصدق : قالَ تعالى: ﴿فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ﴾ (النساء: 69)، حيث جاءَ ذكرُ الصدّيقينَ في كتاب الله عز وجل بعد ذكر النبيينَ بيانا لمكانتهم وقيمتهم في بناء المجتمع المنشود ، ولقد انتهجت الحركة ومنذ تأسيسها منهج الصدق والمكاشفة مع قواعدها الجماهيرية وعموم شعبنا العزيز والتزمت خطا واضحا لم تحد عنه يوما واتبعت مبدأ الشفافية وتقبلت من ينتقدها ودحضت مواضع الخلل التي حاول منتقدوها الصاقها بها فردت عليهم ببراهين وأدلة دامغة وقدمت شخصيات معتدلة اتصفت بصدق التعامل لكي تمثلها وتنطق بلسانها في المحافل والمجالس فجعلت افئدة الناس تهوى اليها واستقطبت الصادقين المؤمنين بصدق نواياها وأهدافها في خلق بلد آمن ينعم بخيراته ومجتمع قوي يدافع عن مبادئه ومستقبل اجياله…
2. العلم والحكمة: لقد اعتمدت الحركة في خطابها وبيانها وإعلامها على الحجّة والدليل والبرهان. ولم يكن في الوقت نفسه خطاباً وبياناً عقلانيّاً محضاً بعيداً عن تحريك العواطف والمشاعر واستثارة الوجدان والأحاسيس، بل كان خطاباً يجمع بين العقل والحكمة من جانب والعاطفة من جانب اخرفاستمدّ خطاب الحركة توازنه من نور البصيرة النابع من خالص الايمان بالله وكتبه وانبيائه والائمة الاطهار، وسعة الأفق المنشود بمستقبل واعد لعراق واحد ، وبُعد النظر المفاض عليها من حكمة وكياسة من يقودها..
3. التمييز بالمخاطَبة: ان طبيعة خطاب الحركة يتغير مع كلّ محطّة فنجد أنّ خطابها يتلائم مع الجهة المخاطَبة، فتختارقيادة الحركة وا وسائل اعلامها عباراتهم المؤثّرة و التي تصل إلى العمق وتصيب الهدف، وتهزّ الكيان والوجدان، وتكشف اللثام عن الحقائق المستورة والمجهولة، فتبيّنها وتُظهرها لتترك أكبر الأثر في النفوس، وتبقى تتردد مفهومة لدى الخاصة والعامة. الخطاب السياسي للحركة يتلائم مع احتياجات الساحة ومستلزمات الميدان، والحركة تميزت بتقديمها خطابا باسلوب بيانيّ مؤثّر وجذاب، ولطالما ركزت قيادة الحركة في خطاباتها على الاهتمام باحتياجات شعبها اليوم وغدا، وتطورت لغة الخطاب و بما يتلائم مع عقول الناس وأذهانهم واحتياجاتهم.
4. قوة المواقف ومتانتها : ان من مقوّمات نجاح الحركة قوة ومتانة الخطاب والمواقف ، والقدرة على التكيفو بأساليب متنوّعة جعلها تنفذ الى القلوب والعقول، وهذا ما نلحظه جليّاً في خطبات قيادة الحركة حيث تساق الأدلة مشفوعة بالحجّة القرآنيّة والزمانية الدامغة معتمدة عوامل منها:
أ- الاستدلال الزماني : حيث تستدل الحركة في خطابها على مواقف واحداث سابقة ولابد من ان نستفيد من تجاربنا في صياغة القرار السياسي وقف تلك المواقف التي حدثت بالماضي البعيد والقريب مما يساهم في بلورة وصياغة القرار الاني الذي يخدم مصالح البلاد والعباد..
ب- الاستدلال القرآني : الآيات القرانية الكريمة تشير الى احداثا وسنناً تاريخيّة، و كثرا ما تستدل الحركة في خطاباتها بسنّة قرآنيّة تكشف الحقائق و تُقرّع المخالف بحجّة دامغة وسنّة إلهيّة تستبطن تهديداً قرآنيّاً له مصداق قول الله عز وجل : ﴿لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ﴾ (آل عمران: 178).
ج- الاستدلال والاستقراء الغيبي : خطاب قيادة الحركة يتناول امورا لم تحدث و تستخدم اسلوب الاستدلال والاستقراء الفلسفي في استنباط توقعات مستقبلية وهذا مايشهد به القاصي والداني والعدو والصديق ..
5. الافتخار بالقادة الشهداء : بقيت الحركة تدين بالفضل العميم لشهداء قدموا ارواحهم رخيصة للحياض عن البلد ومقدساته و كانت الحركة وقيادتها تستذكر مواقف الشهداء القادة امام المجتمع العراقي و الدولي أجمع معلنة افتخارها بالشهداء، الأحياء عند ربّهم يُرزقون، مجسدة قول بطلة كربلاء زينب العقيلة سلام الله عليها في مجلس يزيد اللعين : (ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الايدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها امهات الفراعل، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما، حين لا تجد إلا ما قدمت [يداك] وما ربك بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى وعليه المعول، فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين. فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة [والمغفرة]، ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد، ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود [و] حسبنا الله ونعم الوكيل) ؛ وهذه حقيقة إلهيّة قرآنيّة أثبتها المولى عزّ وجلّ في كتابه بقوله: ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (آل عمران: 169 – 170).
وقفت الحركة ومنذ تاسيسها بوجه الباطل واهله تقارع ما تبثّه الجبهات المعادية و المخالفة من أدوات الحرب الناعمة التي تشتمل الأباطيل والأكاذيب لتسقيط الايمان واهله والحقّ ورموزه ، و هذا ديدن كلّ الطواغيت والمستكبرين على مر الزمان ولولا تصدّي القادة الإلهّيين للمخطّطات الشيطانيّة عبر مواقف صلبة تكشف الحقائق، لما تحقق ما تحقق وما وصلنا لما وصلنا اليه الان. فهنيئاً لمن كان في ركب محمد وال محمد ، ونهض بجهادهم ، فأنار العقول والقلوب، وميّز بين الحق والباطل ، واثقاً بوعد الله وسننه الحتميّة : ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (التوبة: 32-33).

أخبار مشابهة