الشيخ الخزعلي واعتزازه بالهوية الجنوبية الاصيلة

الشيخ الخزعلي واعتزازه بالهوية الجنوبية الاصيلة

  • 128
  • أبريل 04, 2023

رعد الدراجي

لا شك أن أي جماعة او مكون او فئة او شعب او امة … الخ ؛ تريد النهضة والرقي والتطور والتقدم ؛ لا بد أن تستند في هذا الأمر الى هويتها الحقيقية ، والمقصود بالهوية هو مجموع الصفات والسمات وطرائق العيش والتاريخ التي تمتلكها كل طائفة او مكون او مجموعة كي تميزها عن الاخرين ، والمقصود بالهوية الجنوبية : هي هوية سكان الجنوب والوسط العراقي بما تختزله هذه الهوية من سمات واحداث وتاريخ وحضارة وقيم وعادات وتقاليد … الخ ؛ فهي قد لا تعني الهوية الاسلامية او الهوية الشيعية المذهبية او الهوية العرقية والقومية العربية بصورة تفصيلية وشاملة وكذلك هي لا تعني التقاطع والتعارض مع باقي الهويات المذكورة انفا ؛ فقد يعتز المواطن العراقي الجنوبي بتاريخه المشرف وحضاراته المشرقة منذ فجر التاريخ ومع ذلك فهو يعتز ايضا بهويته الاسلامية والمذهبية والعربية على حد سواء ؛ فهنالك جامع مشترك بين هذه الهويات … ؛ لذلك الباحث قد يرى بوضوح اثار تلك الهويات على شخصية المواطن العراقي الجنوبي .
فالاعتزاز بالهوية الوطنية وكذلك الفخر بالهوية المناطقية كالمنطقة الجنوبية لا يتنافى مع الهوية المذهبية ؛ كما اشار الى ذلك الشيخ قيس الخزعلي في لقاءه مع الاعلامي كريم حمادي في قناة العراقية الاخبارية – في شهر رمضان الجاري( اذار ) – ؛ وكيف يتم التقاطع والتنافي بين الهويتين وأصل العراق والحضارات العراقية الاولى هو الجنوب موطن الحضارة السومرية والاكدية والبابلية ومملكة ميسان … الخ .
فالشعور بالهوية العشائرية او المناطقية كالاعتزاز بأصلك الجنوبي وقبيلتك العربية – مثلا قبيلة كعب – ؛ لا يمنع ذلك من الاعتزاز بالهوية الوطنية الكبيرة والمذهبية الدينية ؛ كما نوه لذلك الشيخ الخزعلي في لقاءه .
واشار الشيخ الخزعلي الى حملات الاساءة والتشويه المقصودة والتي بدأت مع قيام النظام الطائفي العنصري البائد والتي تعرض لها سكان الجنوب والوسط العراقي ؛ وكلنا يتذكر تلك المقالات المسمومة والكاذبة والتي نشرت في الصحف الرسمية عقب انتفاضة عام 1991 والتي انتقص فيها النظام البائد من اهل الجنوب ولصق بهم مجموعة من الموبقات والمثالب والتي هم براء منها براءة الذئب من دم يوسف … ؛ لشويه سمعتهم وتزييف تاريخهم … ؛ ومع سقوط النظام الطائفي البائد وانهياره ؛ لا زال البعض – والى هذه اللحظة – يعيش العقد والامراض النفسية والطائفية والعنصرية والمناطقية تجاه الشخصية الجنوبية العراقية الاصيلة ويحاول الاساءة اليها بشتى الطرق والوسائل ؛ وها هي دونك مسلسلات وبرامج الفضائيات البعثية والطائفية والمسمومة والتي تكشف لك عن حجم تلك الاحقاد والضغائن الطائفية والعنصرية والتعصب تجاه اهل الجنوب العراقي الاصلاء ؛ فهؤلاء الساسة المشبوهون والاعلاميون المؤدلجون بالثقافة البعثية والصدامية والطائفية المقيتة لا زالوا يعيشون تلك العقد الطائفية والعنصرية تجاه سكان الوسط والجنوب العراقي بصورة عامة ؛ وهذه نتيجة طبيعية نظرا للتربية الطائفية والتنشئة الاجتماعية العنصرية الحاقدة التي ترعرع فيها ايتام وازلام وانصار النظام الاجرامي البائد .

أخبار مشابهة