الاتحاد الأوروبي يؤكد قدرة العراق على المساهمة الفاعلة في تحقيق الاستقرار الإقليمي

• 22
• ديسمبر 23, 2022

أكد جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية / نائب رئيس المفوضية الأوروبية، انه يمكن للعراق أكثر من كونه محوراً أساسياً، أن يساهم بفاعلية في الاستقرار الإقليمي.

وقال بوريل، سافرت هذا الأسبوع إلى الأردن لتمثيل الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة، حيث ناقش اللاعبون الرئيسيون في المنطقة دعم العراق وسيادته وأمنه، كما عقدتُ عددًا من الاجتماعات الثنائية، ركز بعضها على القضايا الإقليمية والعالمية المعقدة والحساسة.

وأضاف بورين ان النسخة الأولى من هذا المؤتمر عقدت في آب 2021 في بغداد، وكان العراق حينها يستعيد عافيته كلاعب إقليمي نشط بعد سنوات من التطلع إلى الداخل، والصراعات الداخلية التي ساهمت فيها أيضًا أخطاء السياسة التي ارتكبها الأوروبيون والمجتمع الدولي، وكان هذا المؤتمر رائعًا أيضًا لأنه جمع بعض القوى المتصارعة في المنطقة ولا سيما السعودية وإيران.

وبين ان “مؤتمر بغداد 2” هذا الأسبوع تناول هذه الجهود، وناقشنا بشكل خاص كيفية تلبية تطلعات الشعب العراقي وكيفية دعم حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تحقيق ذلك، يمكن تلخيصها بسهولة (المزيد من الأمن والسيادة ، والمزيد من الاستقرار ، والمزيد من التنمية والازدهار) وهذه هي تطلعات كل شعب، وهذه هي النقطة الرئيسية للمؤتمر وهي إعادة الأمور إلى طبيعتها في العراق بعد سنوات عديدة من العنف والمعاناة، وهي أيضًا أولويات الحكومة العراقية الجديدة التي تم تشكيلها في أكتوبر 2022، والتي قدمت أجندة إصلاحية طموحة وتريد التواصل مع الاتحاد الأوروبي والشركاء الإقليميين والدوليين الآخرين.

ولفت الى ان استقرار العراق ليس مهمًا فقط للعراقيين والمنطقة، ففي حديثي في المؤتمر ولقائي مع رئيس وزراء العراق الجديد شددت على دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لسيادة العراق وسلامة أراضيه، كما يؤيد الاتحاد الأوروبي التزام رئيس الوزراء السوداني بالقيام بالإصلاحات الشاملة التي يطالب بها الشعب العراقي.

وتابع أن وجود عراق أقوى وأكثر ديمقراطية من شأنه أن يفيد قبل كل شيء شعبه والمنطقة، وللاتحاد الأوروبي مصلحة مباشرة في تحقيق هذا الهدف، لأن عدم الاستقرار في العراق سيؤثر على أوروبا من حيث تدفقات الهجرة ويهدد مصالحنا الاقتصادية والأمنية.

وأوضح أنه لتحقيق ذلك، يجب على العراق أن يحمي نفسه من التدخل الأجنبي وأن يتم حمايته من التعرض للانتهاكات كميدان معركة بالوكالة ، كما كان في كثير من الأحيان في العقود الماضية، بدلاً من ذلك ، يجب أن يصبح العراق منشئ الجسور الإقليمية يساهم في تقليل التوترات، ولهذا السبب ندعم جهود الحكومة العراقية لتطوير سياسة خارجية متوازنة.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي ، يعتبر تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الخليج الأوسع والشرق الأوسط الكبير من الأولويات الرئيسية، وقد أثبتت الشراكة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي مع الخليج أنها منصة مفيدة لتحقيق هذه الغاية، بصفتنا أوروبيًا ، نحن على استعداد لبذل المزيد وأفضل لدعم العراق والمنطقة.

وعلى هامش المؤتمر، التقيت العاهل الأردني ووزير الخارجية الصفدي، فالأردن شريك مهم للاتحاد الأوروبي وركيزة استقرار في منطقة مضطربة، ونحن نعمل معًا لدعم النظام الدولي، كما ناقشنا الجهود الأردنية الجارية لتنفيذ مجموعة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية، وسيواصل الاتحاد الأوروبي مساعدة الأردن في المجالات التي يمكن أن تكون مساعدتنا فيها مفيدة ومطلوبة.

وناقشت مع وزير الخارجية القطري ليس فقط القضايا الإقليمية وعلاقاتنا الثنائية – التي مرت بتوجه إيجابي مؤخرًا – ولكن أيضًا تحقيقات الفساد الجارية ضد أعضاء البرلمان الأوروبي وموظفيه التي تقوم بها السلطات البلجيكية، وقد شاركت قلقي المبدئي بشأن هذه القضية الخطيرة وشددت على سياسة الاتحاد الأوروبي بعدم التسامح المطلق في هذا الشأن، ونفى نظرائنا أن تكون قطر متورطة في هذا الأمر، وأعربوا عن أسفهم لعدم إبلاغهم رسميًا بالادعاءات من قبل السلطات المعنية واستياءهم من الحكم على أساس تكهنات وسائل الإعلام، واتفقنا على تقديم الدعم الكامل لتحقيق شامل من قبل سلطات إنفاذ القانون البلجيكية والبرلمان الأوروبي نفسه ، لتوضيح الأمر بشكل كامل.

مع وزير الخارجية الإيراني، أجرينا حوارًا حول التطورات داخل إيران، والاتفاق النووي، والحديث عن دعم ايران لروسيا حيث نفى وزير الخارجية الإيراني بشدة قديم بلاده طائرات بدون طيار لروسيا.

بصفتي المنسق، أواصل العمل من أجل استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة على أساس نتائج مفاوضات فيينا، لقد تحدثت طويلا مع الوزير عبد اللهيان عن ذلك، كما شددت على أن إعادة تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة (JCPOA) إلى الحياة لا يحدث في فراغ استراتيجي، إنه جزء ، جزء أساسي، من صورة أوسع.