توظيف جائحة كورونا لتفعيل ادوات الحرب الناعمة

توظيف جائحة كورونا لتفعيل ادوات الحرب الناعمة

  • 97
  • أكتوبر 25, 2021
من المعروف ان جائحة كورونا التي بدأت
من الصين في شهر كانون الاول من العام ٢٠١٩ وانتشرت في كل بقاع العالم بسرعة رهيبة
لا تتجاوز اربعة اشهر فقط لتصبح جائحة عالمية مخيفة ومهدد الامن الصحي والاقتصادي العالمي مخلفة ملايين الاصابات والوفيات
وبتزايد مخيف وخسائر مادية لا تقدر تصل الى تريليونات الدولارات على مستوى العالم وضعت
العالم اجمع في صمت رهيب لا يعرف ما يفعل ولايملك حل لها اذ لم تفرق بين دولة عظمى
ودولة صغيرة دولة لها اقتصاد قوي ومؤسسات صحية عامرة من غيرها لان الطب وقف عاجز عن
مواجهتها لكن كل ما يميز الدول عن بعضها هي كيفية ادارة ازمة جائحة كورونا وتتميز المجتمعات
عن بعضها بوعيها الصحي والتزامها بالوقاية الصحية المفروضة وقد اختلف عن جميع الاوبئة
السابقة كالسارس ووباء نقص المناعة ايدز والجمرة الخبيثة وافلاونزا الطيور وافلاونزا
الخنازير وغيرها التي ضربت العالم في اوقات سابقة ولاتزال اثار بعض منها موجود حاليا
الا انها لم تمتد الى دول العالم كافة وانما لساعات معينة اذ تميزا جائحة كورونا الاكثر
انتشارا والاسرع اذا اصبحت الكثير من مدن العالم كمدن اشباح لا سكان فيها واخرى لا
يستطيع احد الخروج من منازلهم وتوقفة الحياة على كل الاصعدة من مدارس وجامعات ومصانع
وشركات والاسواق والتجارة والزراعة وكل شيء ما تسبب في ازمة مالية عالمية خانقة بعد
تدهور اسعار النفط وغيرها ولايعرف وقت زوالها لذا لابد من ايجاد طريقة لاستمرار الحياة
دون الاختلاط والابتعاد عن زحمت السوق والعمل والمدارس لذا اضر العالم الى التوجه للتعليم
الالكتروني وادارة الاعمال والشركات التي تقبل ذلك الكترونيا حتى نشرات الاخبار اصبحت
تبث من البيوت لمنع الاختلاط وانتقال العدوى وافضل طريقة هي التواصل والاتصال الثقافي
والعلمي والعملي عن طريق اجهزة الحاسوب والهواتف الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي التي
تنوعة وتوسعت وهذا يتطلب العمل على انتشار الانترنيت ووسائل التواصل افقيا وعاموديا
يعني ان يشمل المجتمعات كافة حتى تلك التي تمنع الانترنيت في الانظمة الدكتاتورية وتمنع
الاتصال الثقافي بين المجتمعات وعاموديا ان تشمل كل فئات واعمار المجتمعات التي هي
منتشرة فيها اصلا لكن الفئات العمرية الصغير لا حاجة لها وقد تكون مضرة لها وليس مفيدة
الا ان الجائحة شملتهم بعطفها لتجبرهم على امتلاك الهواتف الذكية والعمل على اجهزة
الحاسوب والدخول الى برامج التواصل الاجتماعي للتعليم والاعتياد عليها لنكون امام مجتمعات
ترزح تحت ظل التأثيرات والمؤثرات في السوشيل ميديا  في كل فئاتها واعمارها والتي عجزت عنه كل الاساليب
العسكرية السابقة لنشر الديمقراطية وكل الاساليب غير العسكرية لعولمة العالم تحقق ذلك
عن طريق جائحة كورونا وفي رئينا ان المرحلة تتطلب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بين
طبقات المجتمع كافة وفي كل انحاء العالم وخاصة بعد التحول من القوة الصلبة الى القوة
الناعمة في فرض الهيمنة والنفوذ وان اهم ادوات القوة الناعمة هي الاتصال الثقافي عن
طريق الشبكة العنكبوتية وسائل التواصل الاجتماعي.

 لذا ان الحاجة الفعلية جعلة ضرورة الاعتماد على تلك الادوات التكنولوجية لاستمرار
في العملية التربوية وقد يكون ليس بالأمر الصعب بالنسبة للبلدان المتقدمة التي تشهد
انتشارها منذ عقود ولها تجاربها في الاعتماد على التعليم الالكتروني لكن الامر ليس
سواء بالنسبة لكثير من دول العالم الاخرى التي لم تصلها التكنولوجيا اصلا او انها تختصر
على فئات معينة من المجتمع وهذه هي التي يبحث عنها العالم المهيمن ليقوم بعملية التواصل
الثقافي معها عن طريق الادوات التكنولوجية فبدايتا لابد من اجبارها على امتلاك تلك
الادوات لتصبح الوسائل الالكترونية عندها اهم من الطعام وتغيير افضليات المجتمعات والدول
بصورة عامة بعد ان كانت تبحث عن ما يسد حاجاتها من المواد الاولية والصناعية والغذائية
الان تفضل امتلاك الحواسيب والهواتف الذكية على غيرها من ضروريات الحياة الاخرى اذ
لابد من امتلاك كل فرد في المجتمع لهاتف خلوي او جهاز حاسوب للتواصل التعليمي وبعد
ان يتحقق الاعتياد لسنتين او ثلاث ممكن ان يتم القضاء على الوباء ولكن الحياة لا
ترجع كما سابقها لان اعتياد وامتلاك المجتمعات كافة لأدوات الاتصال يجعل من الصعوبة
التخلي عنها مجددا وهذه بحد ذاتها اكبر خدمة قدمتها جائحة كورونا للهيمنة الغربية لتقوب
ببث افكارها وثقافاتها الى افراد المجتمع الدولي كافة وهذا يجعلنا نفكر في سبب وجود
الجائحة اصلا وان اسبابها مفتعلا وليس غير ذلك.

هذه اهم ادوات الاستعمار الجديد اذ ان زمن الاحتلالات العسكرية قد ذهب لأنه
غير منتج ومكلف وغير ملائم للمجتمعات الديمقراطية وخاصة بعد انتشار النظم الديمقراطية
حول العالم لذا لابد من استعمار جديد لتغيير اولويات وافضليات الشعوب للقبول بالحضارة
الغربية التي يتم التثقيف لها واسقاط غيرها وتبيان ايجابيات الاولى وتبريز سلبيات غيرها
عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بعد ان تحقق الهدف بالإدمان العالمي على مشاهدة برامج
التواصل الاجتماعي بشكل مثير ولساعات طويلة ومن قبل فئات المجتمع كافة بعد ان اجبروا
على الجلوس في بيوتهم ولا وسائل ترفيه الا الهواتف الذكية بسبب جائحة كورونا.

 بهذه الصورة تم توظيف جائحة كورونا من قبل الدول المهيمنة والتي تعمل جاهدتا
بعد فشلها في الهيمنة العسكرية والاقتصادية على المجتمعات الان توظف جائحة كورونا لتمد
نفوذها وهيمنتها بأدوات واساليب اخرى عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للعمل على الاتصال
الثقافي بكل فئات المجتمع ولتشمل جمع الدول حتى المعارض منها للتواجد والهيمنة الغربية
لان الاتصال الثقافي عن طريق التواصل الاجتماعي حرب ناعمة غير معلنة وغير مرئية وغير
محسوسة يصاب بها الفرد وقد لا يشعر والمانع الوحيد من التأثر بها هو التحصين النفسي
عن طريق الوعي الديني والثقافي وبث روح المقاومة الناعمة التي تستطيع بأدواتها تحصين
الفرد والمجتمع بصورة عامة.


ا.م.د.علي جاسم محمد التميمي

أخبار مشابهة