تفاؤل سياسي بمرحلة أكثر استقرارا مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة
“إِذَا اشْتَدَّ الْكَرْبْ هَانْ”، يطبق المثل بصورة مفصلة حول العملية السياسية الجديدة في العراق، فبعد العسر الذي مرت به الأحزاب السياسية والشعب بكل أطيافه، ها هم اليوم يشاهدون اليسر قريباً منهم لاسيما أن مفتاح “الفرج” قد يكون بيد الرئيس الجديد، والذي راهنت كل الكتل على نزاهته وعلق الشعب اماله على قدرته في انتشال وضع البلد المزرى لأنهاء مسلسل الازمات.
وبهذا الصدد يؤكد القيادي في ائتلاف المالكي احمد الصوفي، أن رئيس الوزراء المكلف محمد شياع السوداني قادر على معالجة “ويلات” حكومة تصريف الاعمال التي تسببت بها خلال عامين.
ويقول الصوفي في حديث صحفي، إن “أسماء الكابينة الحكومية الجديدة لا أحد لديه علم بها سواء محمد شياع السوداني وقادة الإطار التنسيقي”، مبينا أن “القوائم التي ظهرت وتسربت غير صحيحة”.
ويضيف، أن “الإطار التنسيقي لديه ثقة كاملة بالسوداني باعتباره رجل نزيه وذو خبرة كافية”، لافتا الى أنه “أكثر رئيس وزراء حصل على الدعم من قرابة اغلبية الكتل السياسية ووجود اجماع عليه من الكتل البرلمانية الحالية”.
ويشير الى، أن “حكومة السوداني ستتمكن من حل الازمات والمشكلات التي يمر الشعب العراقي، وقادرة على أنهاء الويلات التي تسببت بها حكومة تصريف الاعمال خلال عامين”.
موعد حسم جلسة اختيار كابينة السوداني تنتظر “النور”، فزادت التكهنات حول الوقت الذي سيعلن مجلس النواب عن جلسته الخاصة بتقديم مرشحي الرئيس الجديد للوزارات، واختلفت الآراء حول حسم الاختيار بشكل نهائي اما سيقدم نصف الكابينة الحكومية لإنهاء وجود حكومة تصريف الاعمال بشكل رسمي.
وفي وقت سابق ، حدد ائتلاف إدارة الدولة المنضوي معه قوى الإطار التنسيقي، اليوم السبت المقبل موعداً لتقديم كابينة السوداني الحكومية، فيما اعلن عن عزمه لتحديد جلسة برلمانية للتصويت على مرشحي الوزارات.
من جانبه، يرى النائب السابق جاسم البياتي، أن تحديد جلسة تمرير كابينة السوادني الحكومية السبت المقبل أمر مستبعد.
ويذكر البياتي، إن “موعد حسم ملف كابينة محمد شياع السوداني الحكومية سيتم خلال الأسبوع المقبل”، مؤكدا أن “اغلبية الوزارات ستقدم خلال الجلسة البرلمانية المقبلة، وعلى الأقل سيتم تقديم اكثر من نصف الكابينة الوزارية 50 + 1 ليتم تشكيل الحكومة بصورة رسمية”.
ويبين ان “رئيس الوزراء المكلف يمتلك خارطة طريق للكابينة الوزارية قبل ان يعلن تكليفه بشكل رسمي من قبل رئيس الجمهورية، حيث يكون توزيع الوزراء على المكونات والكتل بحسب وزنها داخل البرلمان”.
الرئيس الجديد وضع “فيتو” على جميع وزراء حكومة تصريف الاعمال والحكومات السابقة، واتجه نحو اختيار أسماء قريبة من سمعته وادائه لإنجاح المهمة التي تفشل بها الاخرين، باعتبار وجود رغبة حقيقية لتغيير كل وجوه الكابينة الحكومية المقبلة حسب عضو مجلس النواب جاسم الموسوي.
ويقول الموسوي ، إن “هناك رغبة تغيير كاملة للحقائب الوزارية وتجديد جميع وجوه الوزارات من قبل محمد شياع السوداني”، مبينا انه “الى الان لم تطرح أي أسماء، وستعرض الكابينة بشكل واضح يوم الخميس من الأسبوع المقبل امام مجلس النواب”.
وأضاف، أن “أعضاء مجلس النواب قد يرفضون أو يقبلون أو يعترضون على كابينة السوداني الحكومية؛ أي سيكون هناك تعديل في البرلمان على المرشحين”.
نكبات الماضي ووعود المزيفين ستبقى معلقة في اذهان العراقيين منذ 2003 الى يومنا الحالي، فمجي حكومة تكمل مسيرة فشل الحكومات السابقة قد لا يفاجئ الكثير، ألا أن حلم “حكومة الخدمات” التي تتغانى بها الكتل السياسية والرئيس الجديد قد ينهي المسلسل السابق ويبدي بكتابة رواية جديدة عنوانها “خدمة الشعب”.
