“زينب لا تُسبى مرتين .. بين الإعلام المشوش والضمائر المريضة”

“زينب لا تُسبى مرتين .. بين الإعلام المشوش والضمائر المريضة”

  • 55
  • ديسمبر 02, 2024

سمير السعد

في مشهد إعلامي يعكس حجم التشتت والطائفية المبطنة، يتصاعد خطاب بعض مقدمي البرامج السياسية الذين يتبعون أجندات مشبوهة لمالكي قنواتهم. هؤلاء الذين يُفترض أن يتحلوا بالمهنية والحيادية في نقل الأخبار، نجدهم بدلاً من ذلك يسكبون الزيت على نار الفرقة والتفرقة.
من المؤسف أن يتحول الإعلام من منصة توحد الشعوب إلى ساحة لبث الكراهية. هذا الإعلامي الذي كان بالأمس يصف أبناء الحشد بالجيش الصفوي، يستغل اليوم الأحداث الإنسانية المأساوية ليعترض على عبارة “زينب لا تُسبى مرتين”. كيف يُعقل أن تكون هذه العبارة التي تجسد الصمود والكرامة مصدر إزعاج له، بينما الجرائم التي تطال الأبرياء في سوريا ولبنان تمر أمامه وكأنها لا تعنيه؟
الوطنية الحقيقية لا تحتاج إلى متاجرة بالشعارات ولا إلى تقسيم الشعب إلى فئات وطوائف. نصيحتنا كن منبراً للحق والإنصاف، لا منصة للتحريض والطائفية. أما رسالتنا فهي واضحة: “زينب لا تُسبى مرتين”، رغماً عن أعداء الكرامة الإنسانية، ورغماً عن أجندات الخيانة التي تحاول تزييف الواقع.
الإعلام مسؤولية… فاحملوها بصدق أو اتركوها لشرفاء الوطن.
زملائي في المهنة لا أزايد على وطنيتكم الكل معروف بولائه والكل محترم ، إلا الذي يزرع الفتنه والطائفيه يجب عليه ، ان يتذكر أن الكلمة سلاح، إما أن تبني به جسور المحبة والوحدة، أو تهدم به حصون الثقة والتعايش. الإعلام ليس تجارة أو وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية على حساب الوطن وأبنائه. المهنية ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي التزام تجاه الحقيقة والعدالة، ومسؤولية أخلاقية تستوجب الابتعاد عن الفتن والأجندات الطائفية.
ما نراه اليوم من استهدافٍ لعبارات مثل “زينب لا تُسبى مرتين” هو استهداف للرموز التي تعبّر عن الصمود في وجه الظلم والاستبداد. هذه العبارة ليست مجرد كلمات عابرة، بل هي رسالة تحمل في طياتها معاني النضال والمقاومة، ليس لفئة أو طائفة، بل لكل من يرفض أن يُسلب حقه أو كرامته.
للأسف، هناك من يحاولون جر الرأي العام إلى مستنقع الطائفية البغيضة، مستغلين مواقعهم الإعلامية لزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. لكن الشعب أوعى من أن تنطلي عليه هذه الألاعيب. فالمعركة اليوم ليست بين طوائف، بل بين الحق والباطل، بين الشرفاء والخونة، بين من يحمل هم الوطن ومن يبيع كرامته.
رسالتي لهذا الإعلامي وأمثاله ارتقوا بخطابكم، واعملوا بمهنية تعكس صورة الإعلام الحقيقي. الشعب يحتاج لمن يدافع عن قضاياه، لا لمن يزيد من ألمه. وأخيراً، نقولها بكل ثقة ” زينب لا تُسبى مرتين”، لأنها رمز للكرامة، رغماً عن كل الطائفيين وأذنابهم.
الوطن أكبر من الطائفية… والإعلام سيفٌ إما يُسلط على الباطل أو يذبح الحقيقة.
إن محاولة تشويه رمزية “زينب لا تُسبى مرتين” ليست إلا انعكاساً لإفلاس فكري وأخلاقي، يفضح أجنداتٍ ضيقة لا ترى في الكرامة والإنسانية سوى تهديدٍ لمصالحها. كيف يمكن لمن يتحدثون عن الوطنية أن يتجاهلوا المآسي التي تضرب شعوبنا في سوريا ولبنان، مكتفين بتوجيه سهامهم نحو الشعارات التي تلامس وجدان أحرار الأمة؟
من المحزن أن نجد أنفسنا في مواجهة إعلامٍ مشوّه، يحاول تزييف الوقائع لخدمة مشاريع الطائفية والتقسيم. لكن ما يجهله هؤلاء أن الشعب لم يعد صامتاً، ولم تعد هذه الأساليب تنطلي عليه. فكل محاولة لبث الفرقة ستُواجه بوحدةٍ أعمق، وكل خطاب طائفي سيُقابل بوعيٍ أكبر.
اليوم، نحن بحاجة إلى إعلام شجاع، يقف في وجه الجرائم التي تستهدف الأبرياء، ويُدين الخيانة بكل أشكالها، لا أن يكون لسان حال الطغاة والمفسدين. الوطن أكبر من الطوائف، والمهنية تقتضي الوقوف مع الحق، لا الانحياز للأجندات.
رسالة واضحة زينب لا تُسبى مرتين” ليست مجرد عبارة، بل عقيدة لكل من يرفض الظلم والاستعباد. رغماً عن كل الطائفيين ومن يحركهم، ستظل الكرامة عنواننا، وستبقى الحقيقة هي المنتصرة، مهما حاول الإعلام المشوش أن يُغيّبها.
“إلى كل من يعبث بالوطن .. راجعوا أنفسكم، لأن التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.”

أخبار مشابهة