الشيخ الخزعلي: التوغل الأمريكي في العراق أكبر بكثير من اليمن ويشكل خطرًا ثقافيًا وأمنيًا

• 8
• سبتمبر 20, 2024

أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، سماحة الشيخ قيس الخزعلي، الخميس، أن التوغل الأمريكي في العراق يعد أكبر وأكثر تعقيدًا من وجوده في اليمن، مبينا أن هذا التوغل لم يكشف بعد بالكامل، وصعوبة كشفه تعود لأسباب سياسية وأمنية متعددة.

و قال سماحة الشيخ الخزعلي خلال لقاء متلفز،  أن المخابرات الأمريكية تمتلك فهمًا واضحًا للشعوب وتعرف مكامن الخطر بناءً على معايير اقتصادية، جيوسياسية، وعقائدية.

و أشار سماحته، إلى أن العقيدة الدينية لها دور كبير في السياسات الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بقرارات مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فيما رأى أن العقيدة الصهيونية، التي تؤمن بضرورة سيادة العنصر اليهودي في آخر الزمان، هي المحرك الأساسي لبعض هذه القرارات، مشيرًا إلى أن العراق يشغل مكانة مهمة في هذه العقيدة بسبب موقعه الجيوسياسي.

وأوضح الشيخ الخزعلي أن المبالغ الضخمة التي تصرفها الولايات المتحدة في العراق، والتي تصل إلى 3 مليارات دولار سنويًا، لا تهدف إلى تحسين أوضاع الشعب العراقي، بل تهدف إلى استهداف الهوية الثقافية والدينية للعراقيين، لافتا أن عمليات التجسس والتدخل الثقافي التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق هي جزء من خطة أوسع لتشويه القيم الثقافية والعقائدية.

و اعتبر سماحته ان الوجود الأمريكي العسكري في العراق، لم ينتهِ منذ عام 2003 بل أخذ أشكالًا مختلفة، بدءًا من الاحتلال العسكري وصولًا إلى وجود مستشارين وقوات تحالف، مؤكدا أن المقاومة العراقية حققت انتصارات كبيرة ضد هذا الوجود، مما أجبر القوات الأمريكية على الانسحاب جزئيًا في نهاية عام 2011.

وفيما يتعلق بالصراع الإقليمي، أشار سماحة الشيخ الخزعلي إلى أن العراق واليمن يلعبان دورًا مؤثرًا في دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن التنسيق بين الدورين العراقي واليمني يمكن أن يكون له تأثير كبير في معادلة الصراع.

و اكد الشيخ الخزعلي أن المقاومة العراقية ستستمر في التصدي للوجود الأمريكي بكافة أشكاله، سواء كان تحت غطاء التحالف الدولي أو بصفة مستشارين.

كما شدد سماحته على ضرورة الحفاظ على توازن بين الدولة والمقاومة في العراق، مشيرًا إلى أن وجود المقاومة لا يتعارض مع وجود الدولة، بل يمكن الجمع بينهما لتحقيق مصلحة العراق وشعبه.