يحتل الأمن الدوائي في العالم أهمية قصوى تضاهي او قد تتفوق على الامن الغذائي نظرا لما يشكله من اهمية كبيرة وعلى صلة وثيقة وتماس مباشر مع المواطن وحياته اليومية.
وفي العراق يعاني هذا القطاع من ازمات متتالية وتحديات مستمرة، بدءا بعمليات التهريب التي تستنزف الدواء وتفسده، وليس انتهاء بعمليات الفساد وضعف التخصيصات المالية، مما جعل المواطن عرضة للسوق السوداء وابتزاز ضعاف النفوس من التجار وبعض المذاخر.
في لقاء تفصيلي مع نقيب الصيادلة الدكتور مصطفى الهيتي ذكر ما يلي في نص اللقاء:
س/ كان لكم تصريح بمطالبة الحكومة بتخصيص 10% من الموازنة العامة للادوية وفي مقدمتها الادوية السرطانية لماذا؟
ج : نعم سبق وان طالبنا الحكومة وخلال لقائنا الأخير بدولة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بتخصيص هذه النسبة والحقيقة هذه النسبة لاتقتصر على الادوية السرطانية بل تشمل جميع الادوية الأخرى, فضلا عن تنفيذ برامج متكاملة لمعالجة المرضى خاصة المرضى المصابين بالامراض السرطانية حيث ان هذه الفئة بحاجة الى منح الادوية ضمن برتوكول صحي يحتاج الى رقود المريض لمدة يومين الى ثلاثة أيام في المستشفى لكون هذه الادوية تمنح بالتدريج وتحتاج الى مراقبة سريرية , الا ان عدم توفر المنشآت الصحية المتخصصة بما يوازي عدد المصابين أدى الى إعطاء المريض الدواء دون مراقبة سريرية , لذلك نحن بحاجة الى أموال كافية لتغطية البرامج الصحية .
ولقد كان رئيس الوزراء متفهما ومؤيدا لما طرحناه خاصة وانه في عام 2007 تم تخصيص 7% من الموازنة الا انها لم تستطيع تغطية 50%
*ثمانية اسباب وراء ارتفاع الاصابات السرطانية
س/ هل هناك ارقام حقيقية لعدد المصابين بالامراض السرطانية في العراق ؟
ج : لاتوجد لدينا ارقام حقيقية بعدد المصابين بالامراض السرطانية بالوقت الحاضر الا انها شكلت ارتفاعا ملحوظا وكبيرا بعدد المصابين منذ بداية الاحتلال الأمريكي للعراق ولغاية الان ولها أسباب عديدة.
س/ من الممكن ان تبين لنا تلك الأسباب ؟
ج : الحقيقية هناك أسباب عديدة وراء ارتفاع نسبة المصابين بالامراض السرطانية والامراض الأخرى يمكننا تلخيصها بما يلي:
أولا : بعد دخول القوات الامريكية للعراق حدثت مسالة نهب للدوائر الرسمية ومنها الطاقة الذرية حيث تم سرقة عدد من المواد التي تحتوي على مواد مشعة مثل البراميل على سبيل المثال , التي تحتوي على اشعاع لليورانيوم المنضب , حيث انتشرت بالعديد من المدن في بغداد والمحافظات .
ثانيا : استخدام القوات الامريكية اعتدة تحتوي على يورانيوم منضب وهذه الاعتدة بطيئة الاشعاع وكان لها اثر كبير وسببا بإصابة اعداد كبيرة من المواطنيين. .
ثالثا : لازالت المصافي الحكومية تستخدم مادة الرصاص في تصفية وتكرير النفط الخام وهذه المادة من المواد السامة رغم ان دول العالم قد توقفت عن استخدام النحاس في عمليات التصفية والتكرير منذ عام 1970 الا ان العراق مازال يتعامل مع المادة في مصافي النفط .
رابعا : معامل الاسمنت مازالت تشكل خطرا بيئيا وذلك بان اغلب المعامل لاتستخدم المرشحات (الفلاتر) وان وجدت فان ادامتها ضعيفة خاصة ان مخلفات تلك المخلفات تسبب انسدادات في المجاري البولية إضافة لها علاقة بالامراض السرطانية .
خامسا : دور الحكومات المتعاقبة ووزارت البيئة ضعيف جدا في محاسبة ومنع المؤسسات الصحية والصناعية من رمي مخلفاتها في الأنهر , وكذلك رمي المخلفات من قبل جهات عديدة ساهمت بشكل كبير في تلويث الأنهر , حيث ان هناك ضعف حاد في اتخاذ الإجراءات اتجاه المعامل والمصانع الاهلية التي لها اثر كبير بتلويث البيئة .
سادسا : المولدات الاهلية وانتشارها بشكل كبير وواسع في المدن والاحياء , خاصة المنازل القريبة منها تتاثر بشكل كبير بما تخلفه من سموم.
سابعا : عدم استغلال أموال البترو دولار لتحسين البيئة لكون التخصيص المالي أصلا صرف لهذه الأغراض , لكنه للأسف تم استغلال الكثير منه في مشاريع لاعلاقة له بتحسين البيئة.
*الفساد والتهريب وراء شح الادوية بالمستشفيات
س/ هناك حالة فقدان الادوية من المستشفيات الحكومية ودائما ما يلجا المواطن لشراء الدواء من الصيدلايات الاهلية مالسبب في ذلك ؟
ج/ للإجابة على هذا السؤال يتعلق بالتخصيصات المالية لقطاع الصحة حيث انه من المفترض ان يخصص لكل مواطن (157) دولار سنويا كدواء , الا ان هذا لم يعمل به مما ادى الى عدم وجود ادوية كافية من خلال سوء توزيع الثروة الوطنية بشكل عادل حيث ان هناك وزارات تحصل على أموال كافية لنشاطاتها وبرامجها و وزارات.
تواصل حركة عصائب أهل الحق حملاتها لإسكان عوائل الشهداء و الجرحى ، تثميناً لتضحياتهم و الدماء التي بذلوها دفاعا عن الوطن و تنفيذاً لتوجيهات الأمين العام للحركة سماحة الشيخ قيس الخزعلي بضرورة...
المزيد
