في الذكرى الثالثة لجريمة المطار .. دعوات لكشف المتورطين و تقديمهم الى العدالة

• 46
• ديسمبر 17, 2022

ايام قليلة ونشهد ذكرى حادثة جريمة مطار بغداد التي أدت الى استشهاد “قادة النصر” الذين كان لهم دور كبير في تحرير العراق، لاسيما أنهم قادوا معركة وجودية كادت أن تُسقط بلاد الرافدين بيد جماعة إرهابية، عملت على سفك دماء أبنائها على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي بقي متفرجاً مدة طويلة.

وعلى الرغم من أن رئيس الولايات المتحدة الامريكي السابق دونالد ترامب قد أقر بمسؤولية البيت الابيض بالوقوف وراء تنفيذ عملية اغتيال الشهيدين، الا أن “الدار لا تُفتح ابوابه؛ الا بمساعدة اهله”، وهو ما يشير الى تورط جهات داخلية عراقية بادلاء المعلومات عن موعد وصول طائرة “الشهداء”. لكن، وكما معروف أن واشنطن دائما ما كانت تتنازل عن رجالها وتكشف “حرامي الدار”.

وفي الثالث من كانون الثاني عام 2019، أقدمت أمريكا على ارتكاب الجريمة الشنيعة باغتيال قادة النصر، وقد عدَّ المقرر الأممي الخاص “أغنس كالامارد” هذه العملية الارهابية بانها غير قانونية ورفض الذرائع الأمريكية في تبريرها.

*تفاصيل الجريمة

وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو شرح عملية الاغتييال فقال، أن “3 فرق من القوات الأمريكية التي كانت موجودة في العراق حينها، راقبت المكان من مواقع مخفية في مطار بغداد الدولي بانتظار قدوم قادة النصر”، موضحًا أن “عناصر من تلك الفرق كانت متنكرة بزي عمال صيانة، في حين اختبأ آخرون في مبانٍ قديمة أو مركبات على جانب الطريق، وتمركزت فرق القناصة الثلاث على بعد 600 إلى 900 ياردة من منطقة الاستهداف على طريق الوصول إلى المطار، وكان لأحد القناصين منظار رصد مزوّد بكاميرا تم بثها مباشرة إلى السفارة الأمريكية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد قوة “دلتا” الأرضية مع طاقم دعم، وأثناء تحرّك الطائرة بعيدًا عن المدرج باتجاه الجزء المغلق من المطار، قام أحد العناصر الأكراد المتنكرين بزي طاقم أرضي بتوجيه الطائرة إلى التوقف على المدرج، وعندما نزل الهدف من الطائرة، كان الأكراد الذين تظاهروا بأنهم مسؤولو الأمتعة حاضرين للتعرّف عليه فوراً، وانسحبت السيارتان، إحداهما تقل القادة الشهداء إلى الشارع لمغادرة المطار، وبينما حلّقت الطائرات المسيرة الثلاث، اثنتان منها مسلحتان بصواريخ هيلفاير، وكانت أسلحة القناصة جاهزة مصوّبة باتجاه الهدف، حسبما قال بومبيو.

*تورط الرئيس السابق

اصابع الاتهام تشير اغلبيتها الى تورط رئيس المخابرات السابق في عهد حكومة عادل عبد المهدي، مصطفى الكاظمي في حادثة الاغتيال وتسريب المعلومات الى الجانب الامريكي لتسهيل العملية.

و أكد القيادي في دولة القانون، فاضل موات أن الولايات المتحدة الامريكية قدمت مكافأة لرئيس حكومة تصريف الاعمال مصطفى الكاظمي بعد مساعدته بعملية اغتيال قادة النصر.

ويقول موات، ، إن “امريكا قدمت مكافأة لرئيس حكومة تصريف الاعمال أثر تقديم المساعدة بعملية اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني”، مبينا أن “الولايات المتحدة عملت على جعل الكاظمي رئيساً للوزراء خلال مرحلة معينة في العراق”.

ويؤكد القيادي في دولة القانون ان “الكاظمي متورط بعملية اغتيال قادة النصر”، لافتا الى أن “جهاز المخابرات العراقي، متهم بعملية اغتيال المهندس وسليماني من خلال إعطاء المعلومات للجانب الأمريكي وهناك أدلة تؤكد ذلك، والكاظمي كان على رأس هذا الجهاز”.

*تجديد المطالبات

الحراك الشعبي التنسيقي، جدد مطالبته الحكومة بالافصاح عن نتائج التحقيق حول اغتيال قادة النصر ورفاقهما ، مشيرا إلى أن تاخر اعلان النتائج يثير الدهشة والاستغراب .

ويذكر المتحدث باسم الحراك محمد الصحاف أن “هناك خونة من العراق ساهموا مع الأمريكان باغتيال قادة النصر ورفاقهما”، مبينا أن ” تاخر نتائج التحقيق يثير غضب الملايين من أبناء الشعب العراقي”، لافتا إلى أن “تصريحات وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو والتي أعطت ملامح عن حجم التغلغل الاستخباري ونشر الجواسيس في مطار بغداد الدولي يستدعي تحرك حكومي”.

ويبين أن “الحكومة السابقة مارست الكذب لمنع الوصول إلى الحقيقية بشان اغتيال قادة النصر”.

*تغطية على الجريمة

النائب عن كتلة الصادقون ، علي تركي الجمالي دعا الى اعادة فتح ملف جريمة مطار بغداد ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم للقضاء مهما كانت هويتهم بعد اعتراف الإدارة الأمريكية بارتكاب الجريمة.

ويبين الجمالي ، إن “هناك قرائن تؤكد تورط ضباط في حكومة الكاظمي بالتواطؤ أو التستر على الجريمة وعدم كشف المتورطين”، مؤكدا أن “حكومة الكاظمي سوفت ملف كشف الحقيقة كاملة حول الأطراف التي ساهمت وخططت ونفذت جريمة اغتيال قادة النصر” .

الجهات الواقفة وراء اغتيال ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني قد تكون معلومة لدى اغلبية القوى السياسية وهو ما يلزم وجود تحرك برلماني يدفع الحكومة الى مسك جميع المتورطين العراقيين.