“فيحاء العراق” تغرق بالأزمات.. كوارث “لا تعد ولا تحصى” وحلول غائبة

“فيحاء العراق” تغرق بالأزمات.. كوارث “لا تعد ولا تحصى” وحلول غائبة

  • 48
  • ديسمبر 15, 2022

امراض سرطانية، مخلفات حربية، اضرار بيئية ومائية ومعاناة لا تنتهي، فكل هذه الازمات لا تعاني منها بلدة فقيرة في احد الدول الافريقية، بل موجودة في اغلى محافظات العراق النفطية، او حتى على مستوى منطقة الشرق الاوسط، فرغم التسميات العديدة التي يطلق عليها كـ”فينيسا الشرق الاوسط”، أو محافظة “الكنز الاسود”، او “فيحاء العراق” او كما تسمى بـالبصرة، الا ان الظروف والكوارث التي تواجهها قد تكون اقرب لتسمية محافظة “الكوارث”.

*الالغام 

العدو الاكثر خطراً على ابناء المحافظة، فنسبة الوفيات والاصابات قد وصلت لارقام كبيرة جدا، واخرها كان ضحية الالغام والمخلفات الحربية فتاة لا يتعدى عمرها تسعة سنوات واصابة شقيقتها الصغيرة بجروح خطيرة.

وكان مصدر أمني قد افاد، يوم امس الاربعاء، بمصرع فتاة واصابة شقيقتها بجروح مختلفة اثر انفجار لغم في منطقة مزارع البرجسية بقضاء الزبير غربي  محافظة البصرة.

حذر عضو مجلس النواب السابق، فاضل الفتلاوي ، من ظاهرة انفجار الالغام المنفلقة والمخلفات الحربية في محافظة البصرة، واصفا اياها بـ”المميتة”، فيما اتهم الحكومتين المركزية والمحلية بالتقصير في انتشال هذه المخلفات.

ويقول الفتلاوي في حديث صحفي، إن “هناك تقصيراً من حكومتي البصرة والمركزية بمعالجة ملف المخلفات الحربية والالغام”، مبينا أنها “أصبحت ظاهرة خطيرة جدا تهدد ابناء المحافظة”.

ويضيف، أن “الالغام المنفلقة جاءت نتيجة الحروب التي حصلت بالبلد في القرن الماضي لاسيما حروب الخليج في البصرة”، مطالبا بـ”ضرورة أن يكون هناك برنامجا ورؤية لدى حكومتي بغداد والبصرة لتنظيف جنوب العراق من هذه الالغام، ومسح البصرة من المخلفات الحربية”.

ويوضح النائب السابق، أن “هناك موانى بحرية ومناطق في شط العرب ومنذ ثمانينات القرن الماضي الى يومنا الحالي تمتلى بالمخلفات والسفن الغارقة ولم يتم انتشالها”، مبينا ان “هناك قصوراً واضحاً وكبيراً والذي يتسبب بالكثير من الضحايا من ابناء المحافظات الجنوبية لاسيما البصرة”.

ويبين الفتلاوي: “وجود المئات من الكيلو مترات المربعة الخطرة جدا والتي تتواجد فيها المخلفات الحربية بسبب غياب الجهد الهندسي الحكومي”.

*الامراض السرطانية

عدو آخر قد يكون بخطورة الالغام، الا أنه اكثر انتشارا بين ابناء المحافظة، فاصبحت تسجل اصابات “لا تعد ولا تحصى”، وهو ما يحتاج الى وقفة جادة من قبل الحكومة المركزية ووزارة الصحة، حسب عضو مجلس النواب، علي شداد الفارس.

ويذكر الفارس في تصريح صحفي، إن “غياب الخطط الحكومية السابقة وعدم الجدية في التعامل مع ملف الأمراض السرطانية جعل من هذا المرض تهديدا حقيقيا لحياة شرائح عديدة من أبناء المحافظة “. 

ويشير الى، أن “التزايد الحاصل في الأمراض السرطانية سببه العديد من ويلات الحروب والتلوث البيئي والصناعي واستخراج النفط”، مبينا أن “ملف الأمراض السرطانية سيكون حاضرا أمام حكومة السوداني التي وعدت بوضع حلا سريعا للحد من معاناة المصابين “. 

ويشدد الفارس على “ضرورة أن تولي الحكومة المركزية ووزارة الصحة كل الاهتمام لمطالب المحافظة والعمل بشكل جدي لإنهاء ملف السرطان “.

*ملوحة المياه  

عانت البصرة من اضرار بيئية ومائية كبيرة خلال العامين الماضيين لأسباب عديدة قد يكون أبرزها قطع تركيا حصصه المائية لأكثر من النصف ما سبب ازمة كبيرة وادت الى ارتفاع الملوحة على ابناء المحافظة.

من جانبه، دعا النائب عبد الأمير الميّاحي، الحكومة المحلية في محافظة البصرة لمعالجة معاناة البصرة ، من شحة مياه الإسالة وامتداد اللسان الملحي الى مناطق شمال المحافظة؛ والذي أضرّ بالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية.

ويقول المياحي، أن المحافظة تعاني من ازمات كبيرة بدءا من انقطاع الطاقة الكهربائية في وحالات التلوث البيئي والأمراض السرطانية وارتفاع نسبة البطالة وضعف المستوى المعيشي وضعف تقديم الخدمات البلدية والصحية وغيرها.

الازمات الكبيرة والعديدة التي تمر بها البصرة تحتاج الى وقفة حكومة جادة ومحاولة وضع برنامج خدمي ينتشل المحافظة من المعاناة الكبيرة، فدعاء ابناء البصرة للتخلص من هذه الكوارث قد لا يكفي بقدر تحرك حكومتي بغداد والبصرة لإعادة الحياة لهم.

أخبار مشابهة

حركة عصائب أهل الحق في النجف الأشرف تعلن انجاز بناء دار الشهيد حسين الخزعلي

  • 241

تواصل حركة عصائب أهل الحق حملاتها لإسكان عوائل الشهداء و الجرحى ، تثميناً لتضحياتهم و الدماء التي بذلوها دفاعا عن الوطن و تنفيذاً لتوجيهات الأمين العام للحركة سماحة الشيخ قيس الخزعلي بضرورة...

المزيد